13.6.11

من وراء ثورة مصر؟



الدِّين الجديد

د خالد السيفي

اعتقد أنني الآن فهمت لماذا ثار المصريون.

إضافة لما يعرفه الجميع عن أسباب الثورة في مصر، إلا أنني أتخيل أن سببا خفيا كان وراء المشهد.

فالمصري في جيئه وذهابه كان يمعن النظر في أبي الهول صامتا والأهرامات منتصبة.

لكن، في الحقيقة أنّ أبا الهول كان وما يزال يقص كل يوم للهرم قصة الثمانية آلاف سنة.

ويهيأ لي وكأن المصري سمع أبا الهول في صمته والأهرامات من قممها تسائله كل يوم:

لماذا ضيعت إخوانك وأخواتك؟

ماذا فعلت بغزّتَك وعزّتِك ،

أين غازك وغزواتك ؟

أين عُرابي وعروبتك؟

أين سدّك وسؤددك؟

أين نيلك وجمالك؟

أين حماة قناتك؟

دائما فهم المصري ما لم يفهمه ملوكه. ولأنه ذكي وصبور وطيب وكبير وحكيم، أصبح كالمحيط، لتصب الأنهار فيه ما تحمله من خيرات ونعرات، ففتح صدره للقبيح والمليح من الإخوة والأخوات، الأعداء والأصدقاء، من الضيوف أعرابا وأغرابا، عربا وغربا... وغربانا.

لكن للصبر حدود.

لطالما حاولت السحب حجب الشمس، ومع ذلك تبقى مصر صاحبة التوحيد الشمسي الاخناتوني، وهي تصر دائما على أن تكون نقطة التحول في تاريخ المنطقة:

فبين روما وفارس كانت مصر الفرعونية،

وبين الجزيرة العربية وبلاد الشام كانت مصر عمرو بن العاص،

وفي كماشة الحروب الصليبية كانت مصر صلاح الدين الأيوبي.

وبين نابليون ونهضة محمد علي إلى ناصر والعدوان الثلاثي، شق المصري القناة ليعاود أبناءه عبورها وتحريرها، كيف لا وهو البطل المصري ابن البطل المصري.

ومن شرارة الثورة في تونس حمل المصري شعلتها إلى باقي البلاد العربية.

ورغم الاوضاع الصعبة وضيق العيش لم ينس هذا المصري أطفاله في مدرسة المشاغبين ليصلح ذات البين بين عباس وحماس.

هذا غيض من فيض،

ولا أدري ما هي قصة أبي الهول التالية!!

أبو الهول حر في نسج قصته،

أما أنا فلا أستطيع كتم مشاعري من ما يحدث، ولا أقبل تشبيهه بأقلّ من ولادة دين جديد.

من كان وراء ثورة مصر؟


الدِّين الجديد

د خالد السيفي

اعتقد أنني الآن فهمت لماذا ثار المصريون.

إضافة لما يعرفه الجميع عن أسباب الثورة في مصر، إلا أنني أتخيل أن سببا خفيا كان وراء المشهد.

فالمصري في جيئه وذهابه كان يمعن النظر في أبي الهول صامتا والأهرامات منتصبة.

لكن، في الحقيقة أنّ أبا الهول كان وما يزال يقص كل يوم للهرم قصة الثمانية آلاف سنة.

ويهيأ لي وكأن المصري سمع أبا الهول في صمته والأهرامات من قممها تسائله كل يوم:

لماذا ضيعت إخوانك وأخواتك؟

ماذا فعلت بغزّتَك وعزّتِك ،

أين غازك وغزواتك ؟

أين عُرابي وعروبتك؟

أين سدّك وسؤددك؟

أين نيلك وجمالك؟

أين حماة قناتك؟

دائما فهم المصري ما لم يفهمه ملوكه. ولأنه ذكي وصبور وطيب وكبير وحكيم، أصبح كالمحيط، لتصب الأنهار فيه ما تحمله من خيرات ونعرات، ففتح صدره للقبيح والمليح من الإخوة والأخوات، الأعداء والأصدقاء، من الضيوف أعرابا وأغرابا، عربا وغربا... وغربانا.

لكن للصبر حدود.

لطالما حاولت السحب حجب الشمس، ومع ذلك تبقى مصر صاحبة التوحيد الشمسي الاخناتوني، وهي تصر دائما على أن تكون نقطة التحول في تاريخ المنطقة:

فبين روما وفارس كانت مصر الفرعونية،

وبين الجزيرة العربية وبلاد الشام كانت مصر عمرو بن العاص،

وفي كماشة الحروب الصليبية كانت مصر صلاح الدين الأيوبي.

وبين نابليون ونهضة محمد علي إلى ناصر والعدوان الثلاثي، شق المصري القناة ليعاود أبناءه عبورها وتحريرها، كيف لا وهو البطل المصري ابن البطل المصري.

ومن شرارة الثورة في تونس حمل المصري شعلتها إلى باقي البلاد العربية.

ورغم الاوضاع الصعبة وضيق العيش لم ينس هذا المصري أطفاله في مدرسة المشاغبين ليصلح ذات البين بين عباس وحماس.

هذا غيض من فيض،

ولا أدري ما هي قصة أبي الهول التالية!!

أبو الهول حر في نسج قصته،

أما أنا فلا أستطيع كتم مشاعري من ما يحدث، ولا أقبل تشبيهه بأقلّ من ولادة دين جديد.