30.1.12

صانع الأحلام (الأوهام)؟!...66

ترجمة د خالد السيفي

كان السؤال في الحلقات الماضية " مؤخرا، أنا أُخِذت بالتنوّر وبُهِرت بالتسامي، وقد طغت هذه الفكرة على أحلام اليقظة عندي، حتى أنها غدت عندي ألذّ من الشُّهرة والصّيت والحب ، فهلاّ علّقت على أحلام اليقظة؟"

مستحيل أن يأتي التنوير من خلال الحلم، فطبيعة الحلم تمنع التنوير.
إن حلمت في التنوّر سوف لن ترى نوره. إن انتظرته ستفقده، وإن تمنّيته فلن تحصل عليه..........إذاً ما العمل؟!

لتتنوّر يجب أن تفهم طبيعة الحلم أو ميكانيزماته (آلياته).
هنا أنصحك أن تترك التنوّر جانبا..... لحين. انه لا يخصّك وليس لك به شأن أو علاقة.

فقط ركّز على الحلم، وتفحّص مادّته وتأمّل مَلَكَتَه لديك لتتفهمها، فتعي وظيفتها.

افهم الحلم (الوهم) ينكشف لك. فبانكشاف دالّته لك توقِفْه.. فيختفي.
هنا وحالاً......عندما تختفي الأحلام يبدأ التنوير، هذا هو طريق التنوّر...انه اختفاء الأحلام.

انس التنوير.....بل حتى لا تفكر به؟!
كيف ستفكر فيه وأنت لا تعرفه أصلا وفصلا؟؟
وحتى لو فكّرت فيه، فكل ما ستصل إليه خطأ.
لا تأْمَل فيه لأنّ كلّ أمل فيه مضيعة للوقت.
لا تتمنّه لأن كل رغبة فيه ضلالة.
 إذن ما المطلوب؟! وما المفروض؟!

الجواب أن تفهم طبيعة التمنّي والرغبة. هذا هو المطلوب.
إفهم كيف يصنع دماغك أفكارك وأحلامك وأوهامك لتقتنع أنها ذرٌّ من رماد لا يُسْمِنُ ولا يراكم عماد.
عندما تفهم وظيفة دماغك يختفي؟!......وتختفي معه أوهامك. نظرة متفحصة لآلية العقل توقف أحلامه وتعطّلها. في توقيفه يكمن سرّ التنور.

الآن وقد تعطّل الوهم أصبحت في واقع جديد مختلفا كليا عن ما كان. هنا.....تَعرِج في بعد آخر من الوجود.

الحلم حقل ضئيل والتنور فضاء واسع، الحلم مستوً عادٍ والتنوير مستوً راقٍ.
التنوّر وجود وحقيقة، أما الحلم فبكل بساطة.... معتقد أو رأي أو وجهة نظر.
التنوير والحلم كالنهار والليل لا يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان، ووجود احدهما يلغي الآخر.