2.7.11

لماذا يخاف الملوك من المتمردين؟ 63

لماذا يخافني الناس؟

ما السر في المتمردين أمثال الحكماء سراها أو بوعزيزي؟

ترجمة د خالد السيفي

اوشو يستكمل:

أما لماذا كان الملك خائفا؟،

أنا أرى هذه الظاهرة كلّ يوم.... يقترب مني الناس،... ولا يُخفى عليّ أمرهم....، يكونون مرعوبين، اشعر أنهم يرتجفون ، بل يرتعدون.

يصارحونني " نحن خائفون".

أنا أعرف ذلك.

لا بد أن سراها رأى الملك مرتعبا.

ربما لم يكن هذا ظاهرا على الملك من الخارج، لكن سراها شعر برعشة الخوف لديه من تردّده. الملك كان مصعوقا في صميمه، في جوهره ومن داخله.

سراها هزّ الملك وخلخل معتقداته وعرشه، ومهما حاول هذا الإمبراطور التّستّر على خوفه برباطة الجأش وكَبْت الرعب المسيطر عليه، إلاّ أن ذلك لم يكن ليُخفى على سراها.

وبقدر ما كان سراها حكيما خبيرا نافذا، فبنفس المقدار كان الملك ملكا عظيما، منضبطا، متماسكا وصارما. كان صاحب وِقفة مستقيمة ومنتصبة تليق بالعسكرية والجنديّة والملوكية.

لكنه هنا وبين يديّ سراها انهار من الداخل، من صميم كينونته.

لا تستغرب! .... ودائما ...عندما تقترب مِنْ شخص كسراها، أو مِنْ حكيم حقيقي تغشاك الرهبة، ويسيطر عليك الارتباك.

في البارحة تقدّم مني شخص قائلا " ولكن لماذا أنا خائف منك؟ أنت لم تؤذني ولم تخطئ معي، لكنني خائف منك! ....في الحقيقة أنا أحبك بالتأكيد.... ومع ذلك خائف منك".

هذا طبيعي!

عندما تقترب من هاوية، فماذا تتوقع؟.... ستخاف!.

اولا: لأن إمكانية السقوط فيها تَبقى ماثلة أمام عينيك، وثانيا لأن الغور فيها يعني التّفتّت إلى مئات، بل آلاف الأجزاء.

السقوط فيّ، يعني ابتلاع مفاهيمي، وهذا يعني: تحطّم "انا" ك، التي تخاف على ذاتها وتعرف أن لا رجعة لها بعد القفز في هاويتي.

"أنا"ـك تدرك أن هذا التفسّخ لن يعقبه لمٌّ للشّمل. سيكون تفتتا كلّيا وشاملا، بعده لا تعافٍ ولا استرداد أو استرجاع لها. لذا فهي مرعوبة وتقاوم بشراسة ومستعدة للدفاع بكل ما تملك لكي تبقى كما هي.

أيّ تَبَنٍّ لمبادئي، أي اعتناق لمفاهيمي هو: تخلٍّ عن ال"أنا"، وهو مرعب، بل مرعب جدا!

وهذا خوف طبيعي؟!!!.