28.6.14

الأعمال بالنيات

ميكافيلي كتب أشياء كثيرة منها المفيد ومنها المشكوك بصحته، إلا أن الناس حفظت عنه وتكرر دائما مقولة "الغاية تبرر الوسيلة"، لا بل اتخذه البعض مثالا حياتيا يحتذى به في الحصول على شهواته وأمانيه وخاصة السياسيين.

هناك مقولة مضادة لفيلسوف وعالم اجتماع جاء بعد ميكافيلي ب 200 سنة، لكن لسوء الحظ لا احد يذكره أو يعمل بحكمته، اسمه عمانويل كانت أما ملخص قوله فهو "الوسيلة بالضرورة جزء من النتيجة".... بمعنى انه يجب استعمال وسيلة طيبة وخيرة ونقية وأخلاقية لتحقيق نتائج مرجوة ومرغوبة.

فلا يجوز استخدام وسيلة كريهة أو مشينة لبلوغ غاية نبيلة... وقبل هذا وذاك قال رسولنا الكريم جئت لأتمم مكارم الأخلاق، والأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى والدين معاملة، فهل من مجيب.

21.6.14

الإدارة الحديثة

علمت
في الادارة: مشاكل القاعدة من القادة
اما في الاجتماع: فمشاكل العمال من صاحب رأس المال
لكن في السياسة وجدت حكمة عربية تقول : لو تكاشفتم لما تدافنتم


هذه المقولات الثلاث متشابهة وتدل على المتورط ومنبع المشكلة.

في الإدارة: عبارة مشاكل القاعدة من القادة تعني انك إذا وجدت الموظفين محبطين وإنتاجيتهم غير مقنعة وتقاريرهم عن بعضهم سلبية ونزاعاتهم كثيرة، او لا حظت لا مبالاة عامة.

عندها يكون اصل المشكلة ليست في موظف واحد او مجموعة منهم بل المشكلة تكمن عند الاداريين في راس الهرم وأهم من ذلك ان مصدر كل المشاكل هو رئيسهم او مديرهم العام او هناك صراع حامي الوطيس بين المدراء وهو غالبا ما لا يكون شريفا.

في الاجتماع: مشاكل العمال من صاحب رأس المال تعني أن صاحب العمل بجشعه وحرصه على الربح الاعظم لا يبالي بمصلحة عماله ابتداء من سلامتهم العامة في العمل الى مرضهم ومعنوياتهم وفقرهم وعوزهم. صاحب العمل لا يعامل عماله كبشر بل ينظر اليهم كآلات لانتاج مزيدا من المال ينفقه على سياراته وسهراته وملذاته.

أما في السياسة فالحكمة العربية تقول : لو تكاشفتم لما تدافنتم، والمغزى أنه لو توفرت اجواء المصارحة والنقد والنقاش والتشاور وأنه لو سادت لغة العقلاء لما تراشقتم الاتهامات ولما اقتتلتم حتى تفرقتم. أي لو كان هناك قدر بسيط من الديموقراطية وتبادل السلطة وتسابقتم على خدمة الشعب لتأييدكم لما استقويتم بالأجنبي.

وهنا تأتي الإدارة والاجتماع والسياسة كلها مع بعض فلو تنازلتم عن بعض امتيازاتكم وغطرستكم لاستطعنا دفع بلاء الاحتلال وأنهيناه


فالأسير والفقير كالأقصى والغور أو أي حظيرة أغنام يهدمها الاحتلال. وتطاوُل الاحتلال علينا بالقتل والتشريد وسرقة أملاكنا يُدين فقط قيادتنا.

19.6.14

إعقل وتوكل


قدرك معروف، فقد أعطيناك كل شيء، إعمل بجهد، لا لتذر ذاتك، بل لتهيء المناخ، لكي تحصل الصدفة، آنذاك كن هناك.

وفي العلوم الصحيحة هذا ما يساوي بأن تعقل وتتوكل :
فالله اعطاك كل شيء، وكل شيء لا تعني الفلوس، بل ماهو اكبر من الفلوس، الحياة والشمس والهواء وكل هذا أخذته بدون مقابل،

وأعطاك النجاح والسعادة وحب العمل والخير، وإذا كنت تتمنى شهادة او سيارة او عمارة سيلبي لك هذا، لكن عليك ان تفهم أنه:
يجب أن تبذل جهدا، لأنه نوع من استحضار الحدث، والاستمتاع بالفعل بحد ذاته.

وأن  الجهد المبذول لا علاقة له بتحقيق النتيجة لأن النتيجة تعتمد على أكثر من عامل، وأنت لا تعي كل هذه العوامل ولا تحيط بها.
 بعد الجهد عليك فقط أن تنتظر، لا تحترق من استعجال النتيجة فتذر نفسك وتهلكها.

المطلوب هنا فقط عندما تأتي النتيجة أن تكون هنا، بمعنى حاضرا لا تتمنى شيئا آخر ولا مشغولا، لان كثيرين من الناس يبدأ بشيء ثم ينسى انه زرع وحين الحصاد لا يكون حاضرا ليحصد، تأتي الفرص كالسحاب فتمر من فوقك وانت متلهي عنها. ركّز يا صاحبي ولا تتقفز بالافكار ولا بالاعمال ولا بالتمنيات.

12.6.14

أسقط كل شيء

سأعطيكم أهم حكمتين في الحياة وكل واحدة تساوي نصف عمرك.

الحكمة الأولى تقول:
أسقط كل شيء، يختفي الخوف، وبالتالي يتحسن التفكير، فيحصل الإبداع وبذلك تحصل على كل شيء.

اسقط كل شيء: بمعنى أن تتذكر انك أتيت للحياة لا تملك شيءً وستغادر أيضا بلا شيء، لذا لا تتشبث بأي شيء، لا بسيارة ولا بعمارة.
فإذا تخلّيت، سيختفي الخوف.
يجب أن تفهم أن حضارتنا جعلت الخوف المحرك الأساس لحياتنا، فأنت تعمل بفعل الخوف من الفواتير والأقساط، وتدرس لأنك خائف من الامتحان، كل يوم تحسب ألف حساب للموت وهلمجرا.

لكن عندما تقنع نفسك أن الخوف هذا هو سبب توترك يختفي. وعندما يختفي الخوف يتحسن تفكيرك. فالخوف يشوش التفكير ويربك الذاكرة وتجاربك هنا كثيرة.
التفكير الصافي مهارة من مهارات الدماغ، وكل إبداع بحاجة إلى دماغ غير خائف ورايق وهادئ.

وأخيرا إذا أبدعت يا صاحبي ستحصل على كل شيء.

أما الحكمة الثانية ففي المرة القادمة