7.9.10

أأنت بوعيك؟...44


المقالة الرابعة والاربعون
ترجمة د خالد السيفي


وقع يونغ في حب فتاة شابة، وهذا مخالف لسمعته وشهرته، فانزعجت زوجته التي أحبته كثيرا ووثقت به. إلا أن يونغ برّر خطأه بطرافة وسذاجة. هكذا يكون الشخص اللاواعي، يُقدِمُ على حماقة ثم يبررها ليثبت انه واع لِما اقترف... هكذا يستمر بالحياة..

انظر كيف فعل ذلك.
قال " أنا عملت هذا بوعي كامل...في الحقيقة، هذا ما كان يجب حصوله منذ زمن بعيد" هذه كلماته، وإمعانا في تعنته، وإثباتا لجهالته، طور يونغ نظرية جديدة تدعم سطحيته زاعما؛ ان هناك نوعين من النساء على وجه الأرض: صنف الأم المحبة الحنونة المهتمة وهي الأم الزوجة. ونوع آخر؛ سماه الملهمة، العشيقة،.... اللعوب.

ويقول يونغ " إن الرجل بحاجة إلى الاثنتين". وهو بالذات بحاجة إلى الأخرى لأنه مبدع. دائما بحاجة إلى الإبداع!. لذا يحتاج لزوجة تحبه، تهتم به، تخدمه وتعطف عليه. وأخرى عشيقة تكون له مصدر وحي والهام بطريقة مثيرة، تأخذه عميقا ليسبر عالم الأسرار ، وعاليا ليحلق فوق الخيال والأحلام. هذا شرط إبداعه!.

يونغ طور هذه النظرية التبريرية فلم يثبت شيئا إلا جهله ولاوعيه.
هنا فقط اذكّر يونغ وغيره أن الشق الثاني من النظرية بقي ينتظر من يجرؤ على صياغته، والذي كان يجب ان يحمل في طياته الفكرة التالية: أن الرجال أيضا نوعان.

هنا تكتمل النظرية لتكون أكثر منطقية، ولتستحق لقب الاختراق العلمي. وهذا يعني أن هناك من الرجال ما يصلحون أن يكونوا آباء ومربيين، وآخرون يستطيعون لعب دور الحبيب والعشيق. وبهذا تكون زوجة يونغ بحاجة إلى رجل آخر يشعرها بالحب ويعوضها عن الإثارة المفقودة.

وإذا كان يونغ يعتقد انه الحبيب فهي بحاجة الى آخر ليمثل دور الأب، وإذا اعتقد انه الأب، عندها تستحق هي أن يكون لها عشيق.

يونغ تجاهل في نظريته الشق الثاني الذي يخص الرجال، ولم يطوره، وصمت عنه إلى الأبد. وبذلك أضحت نظريته خرقاء ومفرغة ولا تمت إلى العلم بصلة. لقد وقع هذا الذي يسمى بالعظيم في شباك عقله التبريري.

نحن نتمادى في خلق الأعذار والمبررات. نعمل الأشياء من غير وعي، نقوم بالأعمال ولا نعي الدوافع وراء عملها. والأدهى، أننا لا نعترف أننا عملناها بسبب غياب الوعي والانتباه.
انتبه لا تكون تبريريا.

وأتساءل أنا: كيف يكون شخصا مثل يونغ مفيدا للآخرين؟
معروف أن العديد من مرضاه قضوا انتحارا،
...... لماذا؟.
لقد قصدوه طالبين المساعدة فانتحروا. إذاً فثمة شيء أساسي كان مفقودا او مغلوطا. واعتقد أن تحليلاته كانت غير صحيحة ومشوهة.

ربما لأنه كان شخصا متعجرفا وأنانيا ومتوترا؛ لقد كان مشاكسا ويحب العراك مع زملاءه الأطباء. وربما كان كل نشاطه في التحليل النفسي نابعا عن غيرةٍ من سيغموند فرويد، ومبنيا على اعتقاده المتعالي بأنه أفضل منه.

إلا إنني لا استثني انه كان يبحث في التحليل النفسي عن حلول لما كان هو يعانيه من أعراض ذاتية لأمراض أقلقته طويلا، معتقدا انه بذلك يساعد الآخرين، وقد يكون هذا الاحتمال الأقرب إلى الحقيقة من الاحتمال الاول.

يونغ كان مهووسا. كان دائم الخوف من الأشباح، حتى عندما عمّر في الحياة- والمفترض انه كان قد اكتسب بعض الحكمة- امتنع عن نشر أهم كتاب له خوفا من أن يعرف الناس حقيقته في حياته.

لقد نُشرت جميع أعماله.....، لكنه تأكد أن يحصل هذا بعد مماته.

الآن قل لي، ما نوع هذا الوعي؟ ولأي مدىً كان هذا الرجل حقيقيا وصادقا، لقد كان طوال الوقت خائفا أن يكون مخطئا، أو أن يكتشف احدٌ أخطاءَه وأسرارَه في فترة حياته.... هذا الرجل كان مزيفا.


OSHO- Talks on The Royal Songs of Saraha


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق