25.2.11

لحظات تاريخية

لحظات تاريخية

توقفت بعض الوقت عن إرسال أسرار الحياة، لا لكسل أو قصر همة أو ضيق وقت، بل وجدتني في ميدان التحرير اهتف معهم وأنام في خيمهم . لقد عايشتهم مثلكم تماما تماما، تألمت لألمهم وضحكت لنكاتهم واختنقت معهم من الغاز، واشتبكت مع البلطجية وخضت غمار معركة الجمل. وسكرت سكرة النشوان لرحيل الطغيان.

أردت أن أعيش الثورة بكل وجداني، لم اقرأ، لم اكتب ولم اعمل، فقط أردت أن أكون هناك معهم.

إنها لحظات تاريخية - مفعمة بالأمل والطاقة والتغيير- مِن عمر مَن هم في جيلي الذي وصلت شمسه جبال الغروب دون أن يرى إشراقة صباح فيه من العزة والكرامة مثل ما رأيناه في الأيام الماضية، عشت خمسين سنة تحت الاحتلال وأنا العق جراح روحي كلما وضعت راسي على المخدة.


جيلي، هذا الجيل الذي قرأ عن كل الثورات وقلّب القيادات حتى انقضى العمر على أمل الأمنيات، وكاد الامر ان ينتهي كما صباح الاحتلال ومساء الحواجز. فجأة، وإذا بتونس تنتفض ...، ومصر العروبة تشمخ كالمارد..و و.وسيأتيك بالاخبار من... لن تتوقعه عن الشلة الباقية من الملوك والأكاسرة والقياصرة. ما أسعدني اليوم وقد شهدت اليوم هذه اللحظة الجميلة والجليلة.


واشهد انه من اليوم ولبعد مائتي عام، لن يخط أيُّ كاتب أيَّ حرف قبل أن يتعرض لهذه الثورة المجيدة سواء لأسبابها أو لمفاعيلها أو لنتائجها، وسوف لن يُقرأ أي كتاب ما لم يقدم في البداية لهذه الثورة.


هذه الثورة ستكون بمثابة فاتحة لرجوع العرب إلى التاريخ، بل سيبدأ العرب المساهمة في كتابة التاريخ الإنساني بعد أن كانوا خارجه لأكثر من ستمئة عام على الأقل، وإن أردت أن أبالغ قليلا، فهذه الثورة ستغير وجه التاريخ، كيف لا والتاريخ يصنعه من يكونوا فيه. أقول هذا لا لعصبية ولا انتصار لقبيلة -مع انه يحق لنا ألآن أن نفخر ونفاخر- إنها كالثورة الفرنسية أو الاشتراكية أو ثورة اللوثريْن الألماني والأمريكي معا إن أردت، مع ما يفصل بينهما من اربعمئة عام تقريبا، بل وأعظم؛ بالسرعة والتنظيم وعدد الشهداء والجرحى، انها بحق ملكة الثورات،... لا ...لا دعنى من الملوك، إنها اجمل الثورات. وأتجنب واعيا أن ادعوها بأم الثورات لما في الذاكرة من ألم أمهات المعارك، مع أن الأم تستحق أن يرد إليها اعتبارها بعد أن مسخوا رمزيتها ودنسوا طهارتها واستغلوا تضحياتها.


هذه ليست مقالة عن الثورة وان كانت أناملي تنمنمني وتتسابق على مفاتيح الكومبيوتر لتلحق بها الأفكار. ولا اخفي أنني خططت بعض رؤوس الأقلام ، لا.. لا لن اكتب مقالات سياسية، بل سأكتب وجدان ونفَس وأعماق الثورة، كيف لا وقد كنت معهم مثلكم جميعا، سأكتب ما أريده أنا ولي أنا وأطلعكم عليه، لكن تذكروا انه شعوري ووجداني أنا.

أما ألان وبعد هذه المقدمة العاطفية أرسل لكم المقالة الحادية والستين من أسرار الحياة والتي لا تبعتد كثيرا عن موضوع الثورة والتمرد، بل هي الثورة والتمرد ولكن بشكل ذاتي وفردي، ومن يريد مراجعة ما سبق عليه الضغط على

www.ksroot.blogspot.com


على فكرة... انا كتبت مقالة رقم 49 عن الشباب بتاريخ اوكتوبر 2010 وهي موجودة على المدونة بعنوان "شباب الحقيقة ام حقيقة الشباب"، قد تكون مفيدة لمن يرغب مراجعتها لفهم ما يحدث ألآن. وارجوا أن تستمعوا وان كنت هذه المرة مملا بعض الشيء، اعذروني فللحدث استحقاقاته وللأبطال حق علينا نؤديه بمحبة وتعاطف ضاربين السلام ولاثمين الأقدام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق