4.4.15

العصبية العربية


لا أنا عصبي ولا عندي عصبية لشيء، أنا منفتح ومتسامح إلا فيما يخص اللغة العربية، هنا يركبني الجنون عندما أرى الناس يكتبون العربية بحروف أجنبية "عربيزي"، يصيبني حزن ما بعده حزن.

أنا لست ضد اللغات الأجنبية،    بل على العكس أشجع الثقافة الواسعة وأهمها تعلم اللغات الأخرى، وأتقن الانجليزية والروسية إضافة للعربية والعبرية.

وعندما يخاطبونني على الفيسبوك لا أرد عليهم إن لم تكن الكتابة عربية بالعربي أو انجليزية بالانجليزي. لأن كتابة العربي بالانجليزي هي مظهر من مظاهر جهل الكاتب بلغته العربية وضعف ثقافته، فلو كان هذا الشخص يعرف الانجليزية جيدا لكتب عبارات انجليزية واضحة وصحيحة لغويا، وأضف الى ذلك أن من يعرف العربية جيدا يعرف الانجليزية جيدا.

ما يحصل على وسائل الاتصال الاجتماعي كارثة ويكشف الكثير من ضعف التعليم والثقافة، حتى أنني أصبحت أخاف على اللغة العربية من الجروح التشوهات .

هنا أريد أن أوضح نقطتان:
أولا: أن سبب تخلفنا هو موت لغتنا وسبب موت لغتنا هو تخلفنا، وبرأيي نحن متخلفون عن أوروبا أكثر من 800 سنة، ولهذه القصة سأفرد حلقة كاملة.

ثانيا: اللغة يا جماعة جزء أساسي من الهوية والتراث والحضارة والثقافة والدين، ولغتنا كانت غنية ومتينة وسلسة وعلمية وموسيقية فيها جمال وحب ومعرفة وثقافة وبحور وسماء ونجوم.

كانت حية تستوعب كلمات جديدة ويخرج منها كلمات قديمة، لكنها في القرون الماضية كالأرض تعرضت لمؤامرة ومذبحة وتقطيع فاستُنزفت قوتُها. وهي تشرف على الموت إن لم نهب لنجدتها فأرجوكم لا تقتلوها.

أريد أن أقول للذين يكتبون العربية بالإنجليزية أن النص يكون فقيرا إذا لم يحتو على مفردات وتراكيب نحوية وجماليات لغوية إضافة إلى الفكرة، والنص يدل على ثقافة كاتبه بل هو الكاتب بعينه.

من يريد أن يكتب نصا بالعربية فليكن بالعربية حرفا واتجاها ولفظا ارحموا لغتنا يرحمكم الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق