10.5.10

لا تصبح احدا..29

المقالة التاسعة والعشرون
ترجمة د خالد السيفي

أن "تصبح" شيئا يعني الضرب في المستقبل، ويعني تأجيل الآن، ويعني خلق هدفا، لكن الوجود(الحياة والعيش) هو الآن فقط وهنا، فقط.

الآن: تعني ما تعمله في هذه اللحظة، تعني الوقت الحاضر، وهي أهم لحظة وما تقوم به هو أهم عمل. لحظة الان هي لحظة الوجود اكينونة الحقيقية. مات ما قبلها من زمن، ولم يأت ما بعدها بعد.

هنا: تعني المكان المتواجد فيه وما تعمله في هذا المكان.
يجب أن تفهم انك تعيش فقط في الآن وهنا.

العيش ضمن الزمان والمكان الحالي (الآن وهنا) يجلب ما تصبو إليه من الأهداف والتمنيات المستقبلية. لو فكرت قليلا للاحظت ان الحاضر هو أبو المستقبل، والحاضر يمسي ماضيا بعد لحظة. كل زمن يبدأ من الحاضر رجوعا او تقدما، وكلمة ماضي ومستقبل ترتكز وتُنسب إلى الحاضر.

ما كان حاضرا،.. بعد برهة يصبح ماضيا، وما هو حاضر يولّد أمامك زمن المستقبل. عمليا أنت تعيش وتعمل وتفكر فقط في الحاضر، فالماضي مات والمستقبل لن يأتي.

نحن لا نريد منك ان "تصبح"، نحن نقول لك كُن: أي كن الآن ولا تؤجل وجودك للمستقبل، لان الوجود حاضرا في كينونة الآن. الوجود ليس هدفا، لان الهدف مدفون في المستقبل، ولا اضمن المستقبل.

الوجود موجود في هنا والآن، وحالا في مكانك.

الآن: يعني ان تتصرف كما أنت. لا تحاول "أن تصبح"، أي لا تحاول ان تظهر بمظهر آخر. لقد وضعوا أمامك نماذجا محددة لتقليدها، وصبوا لك مثاليات معينة لتصلها، دائما أجبروك ان تكون شيئا أخر.

كل ما أدعو اليه واعلّمه: "مَهْما كنت، وأيّهم كنت، وأينما تواجدت فأنت جميل وممتاز كما انت.

OSHO- Talks on The Royal Songs of Saraha

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق