3.5.10

أريد ان أصبح حقيقيا...28

المقالة الثامنة والعشرون
ترجمة د خالد ألسيفي

أنت تتساءل " أحب أن أصبح حقيقيا......"
انت لا تستطيع ان "تحب" او "لا تحب"، الأشياء ليست رهن خياراتك. الحقيقة موجودة، والاستقامة دائما متوفرة أحببتها أم لم تحبها. حبك وكرهك ليسا بذي صلة.

تستطيع أن تختار الأكاذيب، لكن لا تستطيع اختيار الحقيقة... الحقيقة هناك قائمة بغض النظر عن خياراتك.

لهذا السبب كان كريشنامورتي يصر على "الوعي التلقائي".
لا تستطيع أن تختار الحقيقة، إنها لا تعتمد على حبك او عدمه،
ففي الوقت الذي تُسقِطُ فيه خياراتك تظهر وتبان لك الحقيقة،
خياراتك هي التي تحجب الحقيقة والاستقامة، وخياراتك هي بمثابة غشاوة على عينيك،
وحبك للأشياء او كرهك لها يمنعك من رؤيتها والتمعن في حقيقتها.

الحب والكره يلونان نظاراتك، فترى الوجود لا بألوانه البديعة، بل بلون العدسات، وأنت تقول "أحب أن أكون حقيقيا" وهكذا تبقى بعيدا عن الحقيقة. دعك من هذا الهراء.

أنت أصلا حقيقي ، أَسْقِطِ الحب والكره، كيف يمكن أن لا تكون انت الحقيقة؟ انك موجود، والوجود هو الحقيقة. انت تتنفس وتعيش فكيف لا تكون الحقيقة، انت تحقق الحقيقة.

خياراتك، جعلتك تختار ان تصبح مسيحيا او مسلما او هندوسيا. حقيقتك انك لست أحدا من هؤلاء. قد تختار ان تكون عربيا او فرنسيا او امريكيا، ولكنك في الحقيقة ... انت كلهم .. وكلهم انت. انت عالمي.

الكل يعيش من خلالك، أنت لست جزءا، الكل يمر من خلالك بكليته. عندما تحب او تختار او تكره فانك تصبح محدّدا ومجزّئا ومسجونا.

الآن، تقول " احب ان اصبح حقيقيا"، لاحقا وتحت شعارك هذا، ومستغلا الحقيقة وممتطيا لها، ستكذب وتتعصب. وباسم الحقيقة تصبح غير حقيقي. هكذا أصبح المسيحي مسيحيا لأنه اعتقد أن المسيحية هي الحقيقة. رجاءا لا تصبح مسيحيا او يهوديا او مسلما ولا هندوسيا.

أنت المسيح بذاته، فلماذا تريد أن تصبح مسيحيا، المسيح والمسيحية شيئان مختلفان، المسيحية هي حالة الوعي التلقائي، ولك فيها ما لعيسى. المسيحية ليست ملك للمسيح، ليس له علاقة بها، انها حالة. وينسحب هذا على البوذية وغيرها.

لذلك ارجوك ان تتوقف عن هذا التفكير بصيغة الرغبة والشهوة "انا احب" "انا ارغب"، هذه هي طريق الخداع والكذب.


إسقِط التمنيات والرغبات وكن فقط ما انت عليه، لا تحاول ان تكون شيئا آخر. أن تصبح شيئا آخرا يعني أن تصبح غير حقيقتك، وغير طبيعتك، يعني مزيفا. مجرد وجودك، كونك موجودا، يعني انك في الحقيقة.

OSHO- Talks on The Royal Songs of Saraha

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق