17.5.10

أنت ما أنت..30

الحلقة الثلاثون
ترجمة د. خالد السيفي

تقول "انك تريد ان تصبح حقيقيا، لكن كيف هي الحقيقة، وما هي الحقيقة؟"،
نحذرك: حين البدء بالتفكير "ان تصبح"، فانك تدخل وهم المستقبل، فتصنع غاية، وتخلق هدفا.

بعد ذلك تمضي في بحث تفاصيل هذا الهدف. ومن ثم يأتي سؤالك عن كيفية الوصول اليه. هنا يمسي الأمر تقنية فاقدة المعنى وآلية ميكانيكية روتينية، او يصبح مهنة.
انا اقول لك انت الحقيقة.

احد روحانيي الاوبانيشيدا يقول "انت انت": يعني انك الحقيقة الجاهزة وليس هناك ما يجب البحث عنه او الوصول اليه،لا داعي الوصول الى أي مكان.

الله ليس شيئا للوصول إليه في المستقبل، الله موجود الآن، في هذه اللحظة، في داخلك وخارجك وفي كل مكان....ولان الله هو الوحيد الموجود....فلا احدا موجود سواه. إذاً فكل الوجود إلاهي، وأنت من ضمنه، فأنت الله.
لذا أرجوك كفّ عن محاولة "ان تصبح".

أحذرك، ان فكرة تقود الى أخرى: عندما تفكر انك س-"تصبح"، يعني انك تريد ان تصل الى نموذج، وهنا عليك تخيّل او تصوّر المثال الذي تريد ان تصبحه، اتصبح المسيح ام كريشنا، او على شاكلة بوذا؟. ومحاولة التقليد والتشبّه هذه تُنْتِج منك نسخة كربونية لا أكثر ولا أقل، نسخة ليست أصيلة بل مزيفة وبعيدة عن الأصالة.

دعني أصارحك: كريشنا لن يُكرّر، الم تر انه لم يَعُد مرة ثانية، وكذلك بوذا. والحقيقة البسيطة ان كل مخلوق مميّز ومطلق واصلي....انت كذلك.

اذا حاولت ان تصبح شخصا آخرا، ستكون وجودا كاذبا ومزيفا. لذا كن أصلا وتصرّف على حقيقتك، لا تصبح نسخة. لا يوجد شيئا لتصبحه.

OSHO- Talks on The Royal Songs of Saraha

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق