3.6.10

صاحب الانا الكبيرة...32

الحلقة الثانية والثلاثون
ترجمة د. خالد السيفي

أناك تنتعش بوجود الهدف المستقبلي والنموذج المبتغى، لكن هناك الف مشكلة بالانا والمستقبل...... أي نعم صحيح، في احد الأوجه انت تشعر بالاهمية والاثارة لوجود هدف، ولكن في الوقت ذاته تجلب الأنا لك الإحباط والشعور بالذنب.


أنت لا تعلم ان النماذج والأهداف الكبيرة تولّد في صاحبها الشعور بالنقص والتقصير. إنها تجعلك مذنبا باتجاه ذاتك، وغير راض عن نفسك، لان المثل العليا مستحيلة التحقيق. لا يوجد طريقة لتحقيقها، لذلك ستشعر دائما انك مقصرا.

الشعور بالذنب هو ظل الأنا، وأصحاب الأنا الكبيرة دائمو الشعور بالذنب، حتى باتجاه الأمور التافهة والصغيرة.

هل لاحظت هذه الظاهرة: أن صاحب الأنا الكبيرة عندما يدخن سيجارة يشعر بالندم ولوم الذات. التدخين عمل بريء وأحمق، بريء جدا وأحمق جدا، لكن ليس لدرجة الشعور بالإثم.

الآن انظر لهذا التناقض في داخلهم: هم يحبون التدخين، ويجب ان لا يدخنوا إذا أرادوا بلوغ النموذج...، لكنهم يدخنون... فيخفقون في امتحان الإرادة، لذلك تراهم محبطين ومتوترين.

الأمر هو كذلك بالنسبة لعبيد "الأنا"، هم وخاصة المتدينين الجاهلين لأنهم يقارنون أنفسهم بالنموذج الأعلى.

من هنا، يُمْكِنك تفهّم تجنّبَ الآخرين لهم. فالأناني المحبَط يحاول أن يزرع في الآخرين عقدة الذنب. لأنه لا يستطيع وحده تحمّل أعباء نموذجه - النموذج الذي يريد ان يصله. يصيح دائما! صعب علي تحمل كل هذه المسؤولية، فلتأخذوا عني شيئا.

يخلق أصحاب النماذج الضخمة ذنوبا في الآخرين الذين حولهم حتى لأسباب ليست لها علاقة بنماذجهم، إنهم مهما حققوا يبقوْا متوترين لأنهم محبطون ومستعدون للانقضاض عليك لأتفه الأسباب.

ملابسك او شعرك أو حذاءك كلها خيارات شخصية، لكنها قد تكون سببا في توتره. أي شيء تعمله بخصوصية وبطريقة حرة، يتدخل فيه ليشعرك بالذنب. يجب ان يخلق لك أخطاء، لأنه هو نفسه يشعر بالذنب، وهو يتعزّى عندما يرى الآخرين مذنبين مثله شاعرين بالذنب، هنا يشعر انه ليس وحيدا.

شعاره، الكل كذلك، كلنا مذنبون وفي نفس القارب.

الخدعة وراء ان تجعل الاخرين يشعرون بالذنب هي ان تضع امامهم نماذج عُليا لم تحققها انت بعد.

هذا ما نفعله مع أطفالنا من غير وعي عندما نضرب لهم مِثالا نصبوا إليه ومُثُلا لم نصلها نحن أنفسنا.

هذه الطريقة ذو حدين؛ قد تخلق فيهم التحدي وقد تحبطهم. التحدي قد يكون ايجابيا ومحفزا، وقد يكن خطراً على شكل لا مبالاة، أي يصبحون معادين للنموذج ومتمردين عليه. هذا أسلوب ماكر يجب الحذر منه. بسببه يغدو الطفل دائم التوتر محبطا، وقد تتأثر شخصيته فيصبح خائفا وسلبيا وعديم الثقة بنفسه.

لهذا السبب، أنت تجد كثيرا من البؤس في هذا العالم، و90% منه بسبب النماذج التي فُرضت عليهم. إنهم لا يسمحون لك بالضحك أو التمتّع.

الانسان الذي لا يرفع مُثُلا ونماذج عُليا لا يجعل الناس يشعرون بالذنب.
OSHO- Talks on The Royal Songs of Saraha

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق