6.7.10

لماذا تضحك...36

المقالة السادسة والثلاثون
ترجمة د خالد السيفي
السؤال الرابع

أنا اضحك كثيرا لنكاتك، وأود أن اسأل: لماذا الطرفة تولّد كثيرا من الضحك؟

اوشو:
أولا، تضحك الآن كثيرا لأنه لم يُسمح لك بالضحك أبداً.. لقد منعوك منه وكبتوه فيك، فأصبح في داخلك كالبركان الباحث عن مَنفَذ، وأي فرصة تسنح لك لتنفِّسَّ ما فيك من كبت، تتلقفها وتستنفذها لآخر رمق فيها.

لقد اجتثوا منك الضحك، علّموك أن تكون جديا وحزينا ورصينا.

جرت العادة؛ انه إذا بدوْت جديا فهذا دليل على أن الأمور على ما يرام، وليس هناك من خطأ. بينما يكون هزلك وتبسّمك بالضرورة تعبيرا عن خطأ ما، وهذا محرج لك وللآخرين.

جرِّب أن تضحك، وسيسألك أكثر من شخص "لماذا تضحك، أهناك مشكلة؟!"، وإذا لم يكن هناك سبب، سيعتقد الآخرون انك مجنون، وقد يودِعونك مستشفى المجانين، فمَن يضحك من غير سبب، فهو مجنون او قليل الادب. هكذا جرت العادة لغاية الآن.

في عالم متحضر حضارة حقيقية - ليست كهذه - سيكون الضحك عادة طبيعية، والعابسون سيكونون غير طبيعيين، وربما يُزج بهم في مشافي المجانين.

الحزن مرض والضحك صحة.

ولأنك مُنعتَ من الضحك، فأي نكتة تجعلك تنفجر ضاحكا وأنت متأكد أن لا احدَ سيتهمك بالجنون، لأنك ستسوق المبررات وتقول " ضحكت بسبب النكتة". هناك سبب للضحك. أنت وهُم بحاجة لسبب كي تُنَفِّس مكبوتك.

للنكتة آلية تجعلك تنفث ما بداخلك وتفرد ذاتك وتبسطها خارجا.

الطرفة في طريقة عملها معقدة، وان بدت في ظاهرها بسيطة. إنها ظاهرة صعبة الشرح. إنها عجيبة، فهي بكلمات قليلة او بسطرين تغيِّر المناخ الخارجي والبيئة الداخلية كليا، فما الذي يحصل؟

عندما يبدأ احدهم بسرد نكتة، فانك تتوقع أن يكون هناك ما يُضحك، وتصبح مستعدا لذلك. وهذا نوع من التنويم المغناطيسي الذاتي. هنا تعطي لنفسك الإذن بالضحك، بل وتشجعها على استغلال الفرصة.

ربما كنت نعسا أو تعبا، لكن عندما يهمّ احدهم بقول نكتة تنتصب قامتك، وتشرأب رقبتك، وتُشرع أذناك ، وتتوقد يقظتك وتصبح مراقبا.
ومع السرد تزداد فيك الإثارة، تريد أن تعرف النهاية.

يستمر السرد وكأنه لا يوجد هناك ما يستدعي الضحك، فيزيد الفضول وانتظار المُضحك.

لغاية الآن لا توجد نكتة،... وتنتظر بفارغ الصبر. أنت تفكر...."لكنها هناك".....

وأحداث عادية تجري بكلام عادي....أنت تنتظر....وتنتظر....ويزداد التوتر....وتصل مرحلة عالية جدا من التحضير النفسي.

وفجأة... يحدث انقلاب بالأحداث، يرافقه تغيير في نبرة الحديث، هنا يفاجئك الانعطاف... وتباغتك النكتة في إحدى زوايا المنعطف...إنها هنا...يا المفاجأة...تنسى من أنت.....تفقد جدّيتك...وتنفجر ضاحكا، فترجع طفلا... لطيفا دون قيود اوعُقَد.

وهذا ما تريده، وهذا سر انجذابك للنكات وإقبالك على النوادر؛ أن ترجع طفلا بريئا، أن تنسى أناك، أن تتخلص من كبتك... أن تنفث براكينك الداخلية.

نسيَ هذا المجتمع المرح، فَقَدَ الضحك. والدليل على ذلك انه يخترع النكات ليجد سببا للضحك. نريد سببا ومبررا لكي نفرح ونضحك.

في مجتمع متحضر ستضحك كثيرا دون سبب، لدرجة انك ستفتقد النكتة.

OSHO- The Royal Songs of Saraha

هناك تعليقان (2):

  1. سالني احدهم : لماذا تضحك فقلت لهم دون تردد
    الأولى : لأسر بها صديق
    والثانية : لأقهر بها عدو

    ردحذف
  2. سالني احدهم : لماذا تضحك فقلت لهم دون تردد
    الأولى : لأسر بها صديق
    والثانية : لأقهر بها عدو
    هاني شاكر

    ردحذف