12.7.10

النكتة تستحضر طفولتك.37

المقالة السابعة والثلاثون
ترجمة د خالد السيفي
ستختفي النكتة عندما يصبح الضحك عادة. أصلا لن يكون هناك حاجة للنكات والطرائف. لان الناس ستكون سعيدة. كل لحظة هي لحظة ضحك وحبور، ستضحك في كل لحظة لتصبح الحياة كلها نكتة.

الآن..... وفي هذا المجتمع الضحك ممنوع، وليس مسموح لك أن تدرك هذه الحقيقة. إنهم عصّبوا عينيك ووضعوا عليهما غمامات لكي لا ترى حماقاتهم. لا يردونك أن تكشف عيوبهم وتفاهاتهم......يا للسخافة.

الأطفال أحرار أكثر منك، لذا فهم دائما يضحكون، بحبور وبصوت أعلى، وبكل مناسبة، والسبب أن الغمامات لم تُثبّت على أعينهم بعد. إنهم يرون كل عيوبك بوضوح، كل تناقضاتك وحماقاتك مكشوفة لهم.

تطلب منهم أن يكونوا جديين وصادقين، ولكن سرعان ما تناقض نفسك بنفسك، فيضحكون عليك.
أنت في البيت، ويطرق احدهم الباب يطلب شيئا أو يسأل عنك، فتأمر ابنك أن يقول للطارق انك غير موجود. فيفتح ابنك الباب ليقول للسائل "يقول لك أبي انه غير موجود".

هو يضحك عليك لأنك تافه، وهذا محرج لك، بينما هم يستمتعون بهذه المهزلة. إنهم يستغلونها للضحك عليك وعلى الطارق. نحن الكبار نعيش تحت الغمامات، لقد قبلنا بذلك؟

لقد تربّينا على أن لا نرى حماقات الآخرين، وان لا نضحك على سخافات الحياة، وإلا ما المبرر أن لا يضحك المرافقين حين يرون رئيس بلادهم يتعثّر على السلّم ويسقط أرضا. جميعهم يضحكون بداخلهم ولكنهم لا يجرؤون على الجهر به.

انظر للأمر من زاوية أخرى، عندما يتعثر فقير لا تضحك، بينما يضحك العالم كله على رئيس الوزراء لو تزحلق بقشرة موز. السبب أن قشرة الموز ذكّرت الناس وخاصة الرئيس بأنه إنسان عادي، لا يزيد قيد أنملة عن أي فقير. قشرة الموز صلّحت المعادلة، وردّت القيمة الحقيقية للرئيس.

لقد كشفته قشرة الموز، وهذا ما يدعو للضحك، وهو الذي كان يظن أنه المنزّه الأكبر. قشرة الموز عدّلت الميزان...وأرجعت الأمور لنصابها... يا للتفاهة.

قشرة الموز لا تفرّق...أكنت وزيراً أم فقيراً. بالنسبة لها الأمر سيان.
إذا سقط إنسان عادي، فقد تضحك ولكن ليس كثيرا، لأنه إنسان عادي، وهو لم يحاول أن يثبت انه أكبر حجما مما هو على حقيقته. لكن إذا تزحلق الرئيس، فالضحك عليه سيكون كثيرا، لأنه فكّر انه مميَّز، وانه فوق العادة يناطح السحاب.
بالضحك عليه، تقول له الناس" من تحاول أن تخدع؟، أنت قبل كل شيء كأي واحد فينا، حتى قشرة الموز تعرف حقيقتك".

راقب وافهم، إذا ضحكتَ، فهذا يعني أن حقيقة سخافات الحياة دخلت إليك من تحت العصبة التي تغشي عينيك، لترجعك طفلا جميلا.

النكتة تستحضر طفولتك.....براءتك.
النكتة.... للحظة تسقط عن عينيك الغمامات.

واليك بعض النكات
في بلدة صغيرة جدا، توفي احدهم في ظروف غامضة، فتشكلت هيئة للتحقيق. واستدعيت المرأة التي توفي الرجل على فراشها. توجه إليها رئيس الهيئة مطَمئنا؛ أن الكل هنا يعرف الكل، فالبلدة صغيرة، وعليها أن تدلي بشهادتها بلغة عادية وبدون تكلّف. فقالت " تقابلنا في البار، وبعد تناول بعض المشروب، قررنا أن نحتسي الكأس الأخير عندي، وتطورت الأمور إلى أن أصبحنا في السرير نمارس الحب، وفجأة نظر أليّ نظرة مميّزة... ظننت انه يأتي.....وإذا به يذهب.

والثانية تستحق بعض التأمل:
في احد الأيام، رأى المسيح بعض الرعاة وقد أسندوا امرأة على الحائط يريدون رجمها. هدّأ المسيح الجمعَ بصوته السمح قائلا " من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها أولا"
اندفعت امرأة عجوز من الحشد وقذفت المرأة بحجر كبير، فقال المسيح وأسنانه تصطك " يا أمي، أنت تغضبينني"


السؤال الخامس
اوشو، من الواضح انك تحب اللون البرتقالي، لكن لماذا لا تلبسه أنت؟
اوشو: أنا!... أنا أحب اللون البرتقالي....معاذ الله....إنني أكرهه...واكرهه إلى أبعد حد، وسبب إجباري لكم على لباسه هو عقابا لكم لعدم تنوركم.
OSHO- Talks on The Royal Songs of Saraha

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق