9.8.10

الإنسان خرافة.41

المقالة الحادية والاربعون

ترجمة د خالد السيفي



الذبابة تحبُ رائحة اللحم النتن

رائحة خشب الصندل بالنسبة لها كريهة

والذين لا يفهمون ولا يتمنّون عالم النرڤانا (الخلود)

يشتهون عالم السمسارا (الشقاء)


سيغمر الماء آثار حوافر الثور وتختفي بعدها

هذا ما سيحصل لعالَم الفكر

المليء بكل الموبقات والنواقص

التي آجلا أم عاجلا ستجف


مثلُ ماء البحر المالح الذي بعد

التبخر يتحوّل إلى ماء عذب في السُّحب

هكذا العقل الواعي لدى البعض

مِن الممكن أن يحوِّل خِدَع الحواس إلى رحيق


لا يمكن الوصف كم الإنسان جَشِع, ومع ذلك

لا يمكن التخيّل لأيّ درجة ممكن الوصول إلى القناعة

فمن الرعد الهادر المخيف

تنبت المحاصيل بفعل المطر


الإنسان خرافة، وهو اخطر خرافة...لأنكم إذا صدّقتم أن البشر قد حققوا إنسانيتهم، فإنكم ستكفّون عن تطويره وستعتقدون انه لا حاجة للبحث والاجتهاد.


إذا اعتقدت انك إنسان، ستتوقف عن النمو.

أنت لم تصبح إنسانا بالمعنى الحقيقي بعد. أنت فقط إمكانية كامنة لإنسان، او لمشروع إنسان.

إلاّ انك تستطيع أن تصبح إنسانا، ومع ذلك قد تخطئ إنسانيتك، فلا تحققها.

تَذكّر! تذكّر! ربما تخطئ، وهناك احتمال 99.9% ان تخطئ.

الإنسان لم يولَد بَعد، انه ليس حقيقة مسلما بها.


لا تستطيع الجزم أن الأمر مُنجز.

الإنسانية فيك، فقط كإمكانية.

الإنسانية فيك كما الشجرة في البذرة،،، كامنة.

في البذرة لم تتحقق الشجرة بعد، وإنسانيتك تنتظر ان تتحقق.

الإنسان ممكن، لكنه ليس واقعا الآن، والفرق شاسع بين الواقع والإمكانية.

الإنسان، كما هو الان؛ ليس أكثر من آلة....


ولحسن الحظ أن هذه الآلة تعمل لغاية الآن... وهي ما زالت مفيدة في هذه الحياة وناجحة بالمعنى التقني فقط، أي أن البشر ما زالوا يمارسون لعبة التكاثر والموت الميكانيكية.


ما زال الإنسان غير موجود. ودليلي؛! أنّ عيشه وسعيه وزواله ما زال يحمل صفة الميكانيكية، كالروبط أو الإنسان الآلي.


ومع أنّ الإنسان آلة. إلاّ أن فيه ما يُمكن أن يتطور ويتجاوز هذه الآلة. هذه آلة ليست عادية، لديها القدرة الهائلة لتصل أبعد مما هي عليه الآن. يمكنها توليد ما يجعلها متسامية على هندستها وبناءها.


هذه الالة انتجت بوذا وعيسى ومحمد وچارجييف.


أحيانا، هذه الالة، تُثمر إنسانا، لكن لا تظن انك انت اصبحت انسانا. لانك لو توهّمت ذلك ... فهذا يعني انتحارا...لاننا عندما نؤمن ان شيئا ما هناك، فاننا نكف البحث عنه، ومن ثم لا تجتهد في ايجاده، فتموت ملكة البحث والاكتشاف فيك ويتعطل التطور.


فقط تَفَكَّر؛ رجل يعاني من مرض عضال، يعتقد انه معافى!، لن يذهب للطبيب!. انه لا يؤمن بالعلاج ولن يطلب الاستشفاء. انه يظن انه معافى. ولأنه لا يعترف بمرضه سيموت حتما. وهنا يكون الذي قتله ليس مرضه، بل معتقده. المرض يمكن علاجه اما الوهم فهو القاتل الذي لا علاج له.

لهذا السبب قلت: الإنسان خدعة وهو أخطر خدعة.


هي اخطر خدعة روّجها رجل الدين ورجل السياسة؛ "أن الإنسان موجود على الأرض".

الحقيقة أن ملايين الناس الذين تراهم، ما هم إلا مشاريع إنسان، وللأسف فإن معظمهم سيقضي قبل أن يصل إنسانيّته.

Osho - Talks on The Royal Songs of Saraha

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق