23.8.10

الإنسان آلة.42

المقالة الثانية والاربعون

ترجمة د خالد السيفي



ماذا أعني عندما أقول أن الإنسان آلة؟!

ما أعنيه، أن الإنسان يعيش في ماضيه. انه يعيش في نظام ميت. أي أن العادة تسيطر عليه، أي انه يعيش في الروتين. انه يتحرك بشكل دائري مقفَل، وفي نفس الثَّلم أو الأخدود. يُعيد ويكرّر الشيء نفسه طوال الوقت.



كل يوم أنت تكرّر الأشياء ذاتها التي كنت تفعلها في السابق؛ تتمنّى وتُحبَط، فتغضب وتَغار وتَحْسِد، ثم تأكل لحم الآخرين ولا تملّ من النميمة، ثم تشتهي وتمارس الجنس وتنام. وفي اليوم التالي ستتقلّب بين الغضب، التّمني، الشهوة، الطموح والشراهة، الجنس، الإحباط وأماني مرة أخرى...وهكذا دواليك في الأيام القادمة، وبنفس الدائرة وفي الأخدود عينه.



كل تمني أو وَهْم يقود إلى خيبة أو إحباط ، وكان الحال هكذا دائما، وأنت بعد كل إحباط تخترع أوهاما جديدة.



في الشرق ندعو هذه العجلة ب " سمسارا"، وهي ترمز إلى انك قد تضيّع عمرك متنقلا بين ملايين الأماني الصاخبة والواهمة المتوَّجة بنفس عددها من الإحباطات الغائرة عميقا في الأنا، والمُنتِجة لفجائع النفس المدوية.



العجلة تدور، وأنت لا تفهم، والعمر ينقضي دون أن تدري. وكأن العجلة تحزّ رقبتك والأحداث تنهش جسدك، وأنت لا تفهم.



في النهاية أنت قاتل نفسك.

الوقت ينفد من بين يديك، وكل لحظة تنقضي تضيع إلى الأبد، وأنت تمضي قُدُما بتكرار القديم.

هذا ما قصدته عندما قلت أن الإنسان آلة. وأنا أوافق جورج چارجييڤ، لقد كان يقول "إن الانسان لا يمتلك روحا بعد". انه أول إنسان قالها بصراحة وبجرأة.



نعم قد تولَدُ فيك روح، لكن يجب ان تعمل انت على ذلك، يجب ان تسمح أنت لها بذلك، يجب ان تستطيع أنت الولادة.



منذ أقدم العصور أقنعك رجال الدين أن لديك روحا، فظننت انك إنسان جاهز. وأنا أقول أن الأمر ليس كذلك، أنت لست أنسانا. أنت فقط مشروع إنسان، أنت احتمال، قد تصبح وقد لا تصبح....،

المُهم أن تفهم وجوب تحطيم خرافة انك إنسان جاهز.



فلننظر لحقيقة الأمر: أنت لست واعيا!، إذاً كيف تستطيع أن تكون إنسانا؟

قل لي ما الفرق بينك وبين الصخرة؟ أو بينك وبين الشجرة؟ أو ما الفرق بينك وبين البقرة؟

الفرق هو الوعي....

لكن لماذا لم تفكّر بـ ما هي درجة الوعي لديك!؟؟ وأين تقف منه؟



أقول لك: ما لديك منه .... فقط بعضٌ مِن ومضات.. هنا... وهناك.

OSHO - Talks of the Royal Songs of Saraha

هناك تعليق واحد: