13.10.10

شباب الحقيقة أم حقيقة الشباب.49

المقالة التاسعة والاربعون

ترجمة د خالد السيفي


نعم لقد انجذب الشباب إلى سقراط بشدة، لان الشباب هم الذين يهرولون الى الأشياء الأصيلة والجديدة والمختلفة. فقط الشباب الذين يتمتعون بهذه الشجاعة. حتى وإن رأيت كبار السن يقصدون الجديد فهم في أعماقهم شباب. أصلا شبابهم هذا هو سبب قدومهم وإلا لمَا حضروا.


العقول المتحجرة لا تأتي اليّ.


لا يغرنّك احيانا ان الجسم مترهل فقد تكون في داخله روح يافعة وفتيّة، أي ما زال هناك بقية فتوّة تستطيع تفهّم الجديد وتتعلّم الحديث.


ما علّمه سقراط كان جديدا كليا على العقول المتكلسة ومتعارضا تماما مع ما شاخوا عليه، فلم يفهموه. حيث انطبق عليهم القول " لا تستطيع تعليم خدعا جديدة لكلب مسن ". ستكون المهمة صعبة جدا. الكلب الخبير يعرف حِيَلا قديمة ويظل يكررها، من الصعب تعليم الجديد لعقل قديم.


حيثما تر الشباب منغمسين في شيء ما، اعرف أن شيئا إلاهيا أو سرمديا أو خالدا أو كونيا قد حلّ هناك. وهذا ما كان يجري على لسان سقراط ومن خلاله.


ولو أن عيسى أو محمد بُعِثا أحياء مرة أخرى، لرأيت الشباب أول من يتبعهم. ولن تلاحظ أيّ منهم حول البابا.


كل من يقيم عند البابا هم كبار في السن، قريبون من الموت وعلى حافة قبورهم، هم أصلا أموات منذ زمن بعيد.


عندما عاش شانكارايارا الحقيقي منذ زمن، لم تكن تصادف حوله إلا الشباب. أما الآن فانك لا تجد حول شانكارايارا الحالي والمزيف في "بوري" الا المعمّرين فقط ، وهم جثث هامدة وميتة.


اذهب إلى المعابد والكنائس والمساجد، لن تجد إلا العجائز والأموات، لن ترى الشباب..

في الحقيقة، الشباب يتواجدون حيث الدين الحقيقي فقط. الشباب ينجذب الى الحقيقة، بينما يلتف العجائز حول العقيدة المتكلسة والنصوص البالية والتعاليم الميتة.


أينما يتواجد الشباب يعني أنّ هناك حقيقة، وأينما انبثقت حقيقة تجمّع الشباب حولها، هذا يدلّنا أن الحقيقة شابة متجددة.


أصحاب العقل القديم ينجذبون للقديم الميت المتحجر لأنهم يخافون الموت. لاحظ مع تقدم العمر حتى الملحدين يصبحون مؤمنين.... لأنهم يخافون الموت.


عندما ينجذب الشباب الى شيء ما، فإنهم يندفعون إليه لا خوفا من الموت بل حبا في الحياة. الشباب لا يعرفون الموت. وهذا هو الفرق بين الدين الحقيقي والدين المزيف. الدين المزيّف مدفوع بالخوف ومحركه الموت. الدين الحقيقي أُسُّه الحب والتقوى وعجلته الحياة.


لا بد انك سمعت، وفي كل اللغات عن مصطلح "مخافة الله".


وأتعجب، كيف يمكن لشخص أن يخاف من الله، فالله مَحبّة.


إذ كيف يمكن أن تخاف الله وتحبه في آن واحد.


لنكن واضحين.... هنا؛ مِنَ الخوف لا تأتي المحبة بل الكراهية. نحن نكره من نخاف ونحب من نرغب. فإذا كنت ترغب في الله فكيف تخافه.


إذا كنت تخاف الله فهذا يعني انك ستكون ضده وستعاديه، عندها لن تحبه. أنت لا تخشى أمّك لأنك تحبها، هل تخاف من حبيبك أو حبيبتك. إذا كنت تحب فلا مكان للخوف، الحب يهزم كل خوق.


محبة الله – هي المصطلح الأنسب، وهي العلاقة المرجوَّة بكل ما فيها من رومانسية وانخطاف وانجذاب ووجْدْ ونشوة وفرح شديد، وهذا ما يليق به منزها عزيزا غفورا رحيما وخالقا.


لكن هذا الموقف يناسب فقط العقل الفتيّ النشيط.... ولا يهمّ أكان هذا العقل الشاب في جسم عجوز بال أَم في جسم ناشئ حَدًث. الجسم ليس بذي صلة بحد ذاته..المهم العقل الشاب. سقراط وبوذا وعيسى ومحمد عوقبوا باجتذابهم الشباب اليهم.


وتذكّر: انه عندما تولد حقيقة، أو أي دين حقيقي وجديد سيتدافع اليه الشباب من جميع انحاء العالم.


الشباب هم إشارة او بشارة ورمز أنَّ شيئا ما يحدث. الحركة والنماء والنمو والسماء والتقدم والاختراع والابتكار والحياة ستكون حيث الشباب، ولكن بالنسبة للذباب:


الذبابة تحبُ رائحة اللحم النتن

بالنسبة لها رائحة خشب الصندل كريهة

Osho - Talks on The Royal Songs of Sarahaa

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق