3.4.13

حرية الوعي...71



ما زال هذا السؤال مهماً وشقه الأول " لقد تحدثت في لقاءاتك السابقة عن اللامشكلة، وعن عدم وجود المشاكل...".

أقول: حقيقة انك تربيتِ في بيت كاثوليكي محافظ ورجعي لا يعني شيئا، تستطيعين الآن التخلي عن الكاثوليكية. أُعيد واكرر تستطيعين التخلي عن كاثوليكيتك، وتستطيعين أن تصبحي حرة مما اقترفه مجتمعك الكاثوليكي، وتستطيعين أن تقطعي أي علاقة مع ما يدعو إليه رهبانك وقساوستك وكنيستك.

أصلا لقد أهدرت ثلاثين عاما من عمرك لغاية الآن، ومن التفاهة أن تضيّيعي لحظة واحدة إضافية من الحاضر هذا، وإن لم تتنبّهي، فغضبك بسبب الماضي سيحرق حاضرك ويدمر مستقبلك. اخلعي الغضب بكل بساطة كما تخلعين الثوب.

تُسائلينني أيضا " أتطلب مني أن أتناسى آثار التربية الكاثوليكية وبصماتها على جلدي، وان أتجاوز عذابات الواحد وعشرين عاما من التدريس المجنون في المدارس السيئة... وأتناسى هذا الدرع الذي ألبسوني إياه من الخوف والاستعباد، أيمكن أن أتجاهل كل هذا ببساطة، كيف تدّعي انه غير موجود؟".

اوشو: نعم انه موجود. لكنه موجود في الدماغ والجسد فقط. انه غير موجود في وعيك، لان الوعي حر ولا يمكن إخضاعه أو استعباده أو تطويعه أو حبسه أو شراؤه أو بيعه.

الوعي حر ويبقى حرا. والحرية من صميم جوهره. وكونك طرحت سؤالا مثل هذا يشهد على حرية الوعي وعدم تبعيته أو خضوعه لقهر أو اضطهاد. ففي اللحظة التي ناقشت فيها " واحد وعشرون عاما من التعذيب.."  و " عائلة كاثوليكية..."، هذا إثبات أن نظامهم فشل في تطويع هذا الوعي... وعيك الحر.

انتبهي: كل هذه السنين، كل هذه المعاناة لم تمنع وعيك من مساءلة الكاثوليكي، وعيك هو الذي يسائل ويستجوب الكاثوليكية... من الذي يسأل.....انه وعيك.

ولو لم يكن الوعي موجودا لما طرحت هذه الأسئلة.

د خالد السيفي
saifikhaled2@gmail.com
0599203725

هناك 4 تعليقات:

  1. رائعة لكل معاني الحروف الكلمات ..

    ردحذف
    الردود
    1. انت الرائع وصاحب الذوق الرفيع

      حذف
    2. استاذ خالد تمنياتي لك بمزيد من التقدم اسلوب مبهر بصراحة

      حذف
    3. لك جزيل الشكر استاذ خالد مقال ممتاز باسلوبك الرائع

      حذف