8.3.10

نحن من الله...20

المقالة العشرون
ترجمة الدكتور خالد ألسيفي

كل المخلوقات جاءت منها وسترجع إليها
إنها ليست بمادية او فكرية

من هذه العفوية المثالية والمميزة... نحن جئنا، من تلك العفوية الإلهية خُلقنا، واليها مرجعنا، فنحن منها واليها.

في الوقت الحاضر نحن عالقون بين النهايتين بسبب ولَعنا وتلهّينا بالغيوم ( التوافه والأحوال). طوق النجاة الاوحد والوحيد يكون بعدم التعلق والارتباط أو التمسك بهذه الغيوم لأنها مؤقتة وآنية وفانية.

لقد أتينا من المصدر البريء النقي الصافي الطاهر وسوف نرجع لنقيم فيه، لكن في الطريق سنصادف كثيرا من المغريات والمستهلكات والممتلكات. لا تتعلق ولا تولع ولا ترتبط، فتُحبس في شباكها، وتُلحق في صفوف عبيدها.

يجب أن تتذكر انك لست غيما زائلا بل سماء قائمة لتتمكن من المراقبة وتجنُّب الأفخاخ.

نحن من الله، وسنرجع الى الله، لاننا جزء منه، فنحن الله. نحن الآن في حلم ونصادف ما يصادف النائم من احداث وأحوال....

في هذه الحياة تمر أمامنا كل المظاهر والظواهر .. فلا تتعلق ولا تتمسك بها.

إنها خِدَع وهلوسات انتشرت وعمَّت وطغت واندفعت وتقدمت، فغطّت وأخفت الحقيقية المطلقة ..... الله.
الله هو المصدر وهو الأول والآخِر.

نحن من الله، وسنرجع الى الله، لاننا جزء منه، فنحن الله، وعندما تنظر إليّ... فالله هو الذي ينظر، لا احدا سواه.

الله ينظر الى الجذور لا الى القشور، لذا حول اهتمامك من الغيوم الى السماء.. من المظهر الى الجوهر... من الفاني الى الخالد.

وعندما تفعل .....فجأة، تصبح خاشعا وتحل عليك الرحمة والبركة وتحاط بالسلام والطمأنينة والسكون.

انها ليست بمادية او فكرية
لم يكن هذا ولا مرة واحدة بواسطة العقل او الجسد.... هذه إلوهيّة.
العقل تجريدي والجسم تفصيلي، العقل خفي والجسم ظاهر، الجسم مادة والعقل فكرة، أما الإلوهيّة الداخلية فلا هذا ولا ذاك.

الالوهية ليست بالبيان او بالبرهان ، انها بالعرفان.
انها تعالي وولوج وارتقاء.
تنترا هي (التدين)، هي التسامي.

إذا اعتقدتَ انك جسم فأنت محجوب عنك، وستبني هويتك من الماديات، وتنحتها من الغيوم او المظاهر. وإذا ظننت انك عقل فأنت غائب ومحلّق في عالم صناعة الأفكار والايديولوجيات والمعتقدات.

أي اتجاه او مسلك يقودك الى الاصطباغ بالعقل او الجسد يجعلك مخطئا وضالا وعبدا. والفرق هائل بين العبد والعابد .

أما إذا سنحت لك الفرصة لتشاهد وتراقب كلا من عقلك وجسدك، فستصبح سراها، أي مطلق السهم... مطلق الوعي.

الانتقال لحالة الوعي لا يتطلب الكثير، انه تغيير بسيط في صندوق غيارات المركبة... لقد اندفعت المركبة، لقد وصلت. في الحقيقة أنت لم تغادر أبدا، فقط كنت حالما ومتلهيّا ومغشيا عليك (كحالة النائم او فاقد الوعي).
OSHO _ Talks on the Royal Songs of Saraha

هناك تعليق واحد:

  1. بورك فيكم وفي دفيق علمكم السامق
    وإني لكم لمن المتابعين بإستمرار سواء هنا أو هناك

    أما بعد:
    بينا كنت أراجع مقالات أوشو استوقفتني هاته المقالة جدا
    وأحببت أن تجود علي ببعض إجابات تزيح غمام الإستفهامات التي تزاحمت في داخلي ..

    كانت دعوة أوشو للانتقال إلى الوعي ؟
    حسنا .. ألا يتطلب الوعي استحضار العقل ؟

    أم أن الوعي يمسك بتلابيب البصيرة ؟

    لقد تشابكت لدي الرؤية فياحبذا تنويركم


    طبتم بموفور الخير

    ردحذف