12.4.10

أخاف منك..25

المقالة الخامسة والعشرون
ترجمة د خالد السيفي

السؤال الأول:
اوشو: انت الوحيد الذي رغبته في حياتي، وإذا كنت ارغب في شيء فهو أنت، لكن أراني أقاوم الاقتراب منك بشدة؟

اوشو يجاوب: السبب انه إذا وُجدت لديك رغبة جامحة باتجاه شيء ما، تتولد مقاومة عنيفة تبعدك عن هذا الشيء.

الرغبة والمقاومة يعادلان بعضهما البعض. أينما تواجد الحب وُجدت المقاومة له ايضا.

إنْ وُجد الحب في مكان فسترين نفسكِ تهربين من هذا المكان. لان الانجراف مع الحب يعني السقوط في الهاوية، ويعني انفلات الذات وفقدان السيطرة على النفس. ولا احد يريد الذوبان وهدم الكيان.

الحب خطِر. الحب هو الموت. انه مميت أكثر من الموت نفسه. انكِ بعد الموت تُبعثين، لكنكِ بعد الحب تختفين. نعم ..........والمقصود انه بعد الحب الجارف تندثرين ويُخلق شخص آخر. ومن هنا يأتي الرعب والخوف. لا تريدين أن تصبحي إنسانا آخر.

الذين لا يقعون في حبي يقتربون مني ويلازمونني بل ويلاصقونني، وهم غير خائفين. اما الذين يحبونني، يترددون في كل خطوة تقرّبهم مني، وهم بصعوبة يتقدمون نحوي، صعب عليهم التواجد في مجالي. لانهم بقدر ما يقتربون، فانهم بنفس المقدار يخسرون اناهم. وهذا ما عنيته بموتهم.

في اللحظة التي يقتربون فيها مني ويصبحون ملاصقين لي...يختفون... لأنني انا نفسي غير موجود. الاقتراب مني يعني الاقتراب من حالة عدم الوجود.

حتى في حالات الحب العادي تتولد مقاومة...فما بالك بهذا الحب غير العادي...هذا الحب...حب مميّز.
السؤال من اناندا انوبام، لقد كنت ألحظها.

من يُحب يقاوم. وبقدر المحبة تكون المقاومة.
لكن من هذا الذي يقاوم؟ انه الأنا "الايچو" .

الأنا تعرف أن في الحب فناءها، لذا فهي تقاوم لتدافع عن وجودها. لكن إذا كان الحب حقيقيا وقويا وجامحا تقهقرت الأنا أمامه وانسحقت. وأنا رأيت هذا الحب في عينيها.

كثير من الناس يتحدثون عن الحب، لكنهم في الحقيقة لا يحبون الا انفسهم ولا يعشقون الا اناهم. هم غير مستعدين لخسارتها، بل على العكس هم يعززون أناهم بادعائهم الحب، هم يتوهمون انهم في حب، غير انهم لن يحققوه، هم يحققون أناهم ويبحثون عن مصادر لدعمها.

أنا مع الحب الذي يجاهد فيه الشخص ضد اناه، لان المقاومة تصقل وئؤكد الحب. والذين يقتربون مني بسهولة، سرعان ما يتراجعون، اما اولئك الذين يعانون في سبيل حبي فإنهم ثابتون وعلى العهد باقون.

انوبام تحتاج مزيدا من الوقت لتفهم... ربما تحتاج بعض السنين. لكن هذا ليس مدعاة للقلق! إنها على الطريق الصحيح. وهي تجاوزت نقطة العودة. إنها في مجال اللاعودة، إنها في مجالي. المسألة بالنسبة لها أصبحت مسالة وقت فقط. إنها تحت تأثيري.

انا لا اجبر احدا على حبي... لأنني لست بحاجة.... لست على عجل. ومِنْ عادتي أن أرخيَ الحبل لهم ليأخذوا وقتهم لكي يأتوا بإرادتهم. لان الاستسلام في سبيل الحرية جميل جدا ورائع. كونوا واثقين من انها ستأتي وهي في طريقها إلينا.

انوبام... أنت في أعماقك استسلمت، والمسألة الآن أصبحت محسومة، هذا ما يقوله وعيك الداخلي لعقلك السطحي. انت تعرفين في قرارة نفسك ان مآلك لي، المقاومة فقط عقلية وفكرية.
مركزياً، أنتِ أصبحت معي لكن ما زالت هناك بعض المقاومة في الهوامش. لقد استسلمت القيادة.

اعتقد انكِ سمعت عن الجندي الياباني الذي بقي يقاتل عشرين سنة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية:
لقد انتهت الحرب واستسلمت اليابان..... لكن هذا الجندي لم يسمع بذلك واستمر يحارب وحيدا.

لقد كان في مكان ما في أعماق غابات اندونيسيا، وكان يظن انه ما زال تابعا للإمبراطور الياباني طوال العشرين سنة ما بعد الحرب، كان يختبئ في الغابة، يخرج ويقتل ويرجع إلى عرينه، ليعيد الكرّة...يقتل ويختبئ....لقد أصبح مجنونا.

عندما قُبض عليه، وأُرْجِع إلى اليابان، تم استقباله كالأبطال ومُنحَ وسام الشرف والولاء والبطولة....... بعد عشرين سنة من انتهاء الحرب.
انه بطل بطريقة ما. بالتأكيد، كان إنسانا ذو إرادة عظيمة.

في الحقيقة هو سمع من الآخرين ان الحرب قد انتهت، انك لا تستطيع أن لا تسمع بهذا الخبر.
لكنه أصرّ "ما لم أتسلم أمراً من قائدي بالانسحاب، فإنني ماض في القتال"، وقائده المباشر كان قد قُتل، وبما انه لم يُصدر له أي أمر بالتوقف.... سيستمر في القتال طيلة حياته.

نعم كان الإمساك به صعبا... كان خطِرا...ومع ذلك تم القبض عليه لإيقافه.

وهذا هو حالك يا انوبام... رئاستك استسلمت، القائد مات، ومقاومتك بقيت فقط في الهوامش ... في إحدى الزوايا في أعماق غابات اندونيسيا، وعاجلا أم آجلا ، ومهما بلغتِ من الجنون.... سيأتيك الخبر.
OSHO- Talks on Royal Songs of Saraha

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق