20.4.10

ما الحقيققة...26

المقالة السادسة والعشرون
ترجمة د خالد السيفي

السؤال الثاني:
أنا أحب أن أكون حقيقيا، لكن ما الحقيقة وكيف تكون؟ اشعر أنني في دائرة شيطانية، إنني في سجن وأريد أن اخرج منه، ولكن كيف؟

اوشو يجاوب أولا: أنت لست في سجن ... ولا احد مسجونا... ولم يكن أحد في سجن. السجن هو عمل فكري.
صحيح، قد تكون غير واعٍ، ولكنك لست في سجن. السجن موجود في الأوهام ، هو كالكوابيس في الأحلام.

وإذا فهمت هذا يصبح السؤال هو: كيف تصحو من النوم؟
هناك فرق كبير في كيفية صياغتك للسؤال. فإذا كنت تفكر في "كيف سأخرج من السجن"، عندها ستقاتل ضد السجن... والسجن غير موجود.... وستتحرك في الاتجاه الخطأ.

ما كان يفعله الناس على مرّ القرون، وعبر الآلاف من السنين، أنهم كانوا يتحركون في الاتجاه الخطأ، لقد قاتلوا السجان، والحرس ، وحاربوا الجدران، ونشروا القضبان، حاولوا كسر الأقفال، لكن لا شيء من هذا نجح، لان السجن أصلا غير موجود، كل هذه الأفكار كانت زوابع في الخيال، وطالما لم يتبدد هذا الوهم سيبقى السجن.

أنت في سبات عميق وترى كوابيس، والسؤال الأساسي هو كيف تصحو!

لقد قيل لي: ليس هناك من سجن أقذر وأحقر، وليس هناك شخص يستحق الشفقة أكثر من سكران يصارع على قارعة الطريق سياجا لموقف السيارات ويصرخ أخرجوني من الحبس، ظانا السياج قضبان حديد السجن.

هذا التوصيف ينطبق عليك، أنت لست مسجونا. أنت فقط مخمورا. تظن نفسك مسجونا.
السجن فقط فكرة. وأنا اعرف لماذا تظهر هذه الفكرة في راسك: لأنك تشعر انك محددا ومحدودا، تشعر انك مكبلا ومشدودا وممنوعا من الانطلاق.

إن شعور القصور والضعف والمحدودية يفرض فكرة مثل فكرة السجن. وأينما تحركت ستشعر بالقيود، ومهما ابتعدت ستشعر انك ما زلت مربوطا وان هناك جدرانا تمنع تقدمك. السجن منك وفيك وتحمله أينما حللت.

أنا افهم، إنها جدران خيالية، وتستطيع الرؤية من خلالها، إلا أنها تحيطك من جميع الاتجاهات.
انك تتعثّر وترتطم بها.
إنها بالنسبة لك حقيقية.
وهذا ما يجعلك تعتقد أنك محبوس في داخلها، إنها هي السجن.

في النوم، قد يصبح الجسد حدودك، عندها تكون جدرانه مجال حركتك،
وقد تصبح أسير دماغك، حينها تكون جمجمتك وعاؤك.
لكنك في الحقيقة لست محدود أو محصور.
اسمعني... لا حدود لصميم وجودك ... الله خلقك...انت من نفَسِه... أنت جزء منه... أنت ممثل الله ... أنت الله.. ولا حدود لله، فكيف تكون محدودا؟.

لتعرف هذه الإلوهية ينبغي عليك أن لا تقاتل السجن (الوهم). لأنك إن فعلت، ستُهزم... وتُهزم عدة مرات، وسيتعمق إحباطك أكثر وأكثر، وتفقد ثقتك بنفسك، ومع مرور الوقت سيهيئ لك أن لا خلاص لك من السجن أبدا.

الحل: هو أن تتوعّى، أن تتنّبه، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنك عمله. بالوعي ستلاحظ ان الجدران تتباعد، أي يصبح سجنك أوسع... وأوسع تدريجيا.
وكلما ازداد الوعي كلما فقدت الجدران مادتها.

بتوسع الوعي يكبر مجال الحركة ويزيد الفرح والحب، ويطيب العيش وتنتعش الحياة. وبغياب الوعي تُطبِق عليك الجدران من جميع الاتجاهات، لتجد نفسك في زنزانة تمنعك حتى من مد رجليك.

تذكر هذه الجملة: تمدد آفاق الوعي.
OSHO- Talks on The Royal Songs of Saraha

هناك تعليق واحد:

  1. والله يا دكتور لا اخفيك اكثر وحدة بستمتع قي قرائتها
    نعم . نحن نسجن انفسنا في سجون وهمية .ونضع لها الجدران والقضبان
    .نحن نعتقد اننا نؤمن بوجود الله ولكننا لا نريد ان نعلم ان الضعفاء
    لا أيمان لهم وأن أيماننا الحقيقي مرهون بمقدار وعينا. فلا مكان عند الله للجهلة والضعفاء

    مصدر قوتنا وعينا ومصدر الضعف الذي نحن فيه .هو جهلنا
    واذا شاء لي القدر ان اكون قاضيا
    لأحكم في جريمة ارتكبها احد المجرمين تستحق ألأعدام عندها سوف لا أحكم عليه بالأعدام بل سوف احكم عليه ان يعيش مدى الحياة مع جاهل
    يمسي عليه ويصحو عليه ويلازمه اينما ذهب .عندها سوف يطلب حكما مخففا وهو الأعدام

    ردحذف