5.4.10

لم تتعلم...24

المقالة الرابعة والعشرون
ترجمة د خالد السيفي

الوحوش "العبيد" لا تفهم العالم (الحياة)
بالنسبة لهم اصبح المكان معاناة، انها لا تفهم
الذي يشرب اكسير الخلود
بينما الوحوش تطارد الملذات

الذي يحصل عندما تخفق في تحقيق رغبة ما، أو تفشل في انجاز حلم، تظن انك كنت مخطئا بشأن هذا الحلم "الرغبة" فقط، وتبدأ باختيار رغبة أخرى، او حلما غيره.

عندما لا يتحقق هدف ما، تظن انك لم تبذل جهدا كافيا وتظن انه يجب تحسين أداءك. ومرة اخرى تكون قد خدعت نفسك.

تجلس امرأة في إحدى الحافلات العامة بجانب رجل يحرك رأسه باستمرار، مرة لليمين ومرة لليسار. فسألته بدافع الفضول والمداعبة:" لمَ تهز راسك"، فقال: " لأعرف الوقت". فقالت مبتسمة: "إذاً كم الساعة الآن" فقال:" الخامسة والنصف". فقالت " أخطأت، الساعة الآن الرابعة إلا ربعا" فقال "اه، لقد كنت بطيئا" وبدأ يهز رأسه أسرع وأسرع ليعوّض عما فاته.

هكذا هي أمورك، فإذا لم تحقق شيئا تظن انك لم تبذل من الجهد اللازم ما يكفي، أو تظن ان قدرتك التنافسية لم تكن بالعدوانية اللازمة، أو تظن انك لم تكن عنيفا بما فيه الكفاية، أو تظن ان روح الحماسة لديك لم تكن كما يجب، أو ربما تكاسلت أو كنت خاملا.

تقرِّر، أنه في المرة القادمة يجب ان تكون أكثر تحملا، وأشد همة، وأحدّ مزاجا، أي أجرأ وأنشط وأجلد وأصلب. لكنني، أقول لك أن هذا كله ليس بذي صلة، أنت فشلت لأن النجاح مستحيل.

والسبب أن الإغراءات والرغبات لا يمكن إشباعها، وان تصوراتك تمنعك من رؤية الحقيقة، وان إسقاطاتك تبقيك مستعبدا لها.

أنت جربت الفشل مرة بعد اخرى، مثلي. أنت جربت الفشل مثل سراها أو مثل بوذا. اذاً ما الفرق؟ انت جربت الفشل ولم تتعلم منه، وهذا هو الفرق. في اللحظة التي تتعلم فيها من فشلك تتنور.

فشل وراء آخر، وبعده فشل عاشر... وهكذا، انت لا تتعلم.
تفترض ان هذه الزوجة كانت سيئة، وتقول لكن هناك ملايين منهن وسوف أجد أخرى تلائمني.

أو، هذا الزوج سيئ وكان مرعبا، وسأجرب حظي مع غيره، تقولي؛ فشلي معه لا يعني أن كل الرجال سيؤون، ولا يجوز التعميم. وتستمر] بالأمل لتجربي مرة بعد أخرى. الامل يهزم التجربة السيئة وبذلك لا تتعلم.

تُستعبَد في إحدى العلاقات، فتشعر ان شيئا ما لم يكن على مايرام. وتقرر انك في المرة القادمة ستكون أكثر حذرا لكي لا تتورط وتعلَق. لكنني، أقول لك انك لن تنجح، لأن النجاح ليس من طبيعة هذا النوع من العلاقات. الفشل هو المصير والنجاح غير ممكن.

في اليوم الذي تفهم فيه ان الفشل هو المصير الأوحد لتلك العلاقات، وفي اليوم الذي تدرك فيه ان كل أقواس قزح ما هي إلا سراب، وفي الوقت الذي تعي فيه ان كل بريق لأي سعادة تأتي من الخارج ما هو إلا وهج تصورات وأضغاث أحلام، وفي الوقت الذي تستوعب فيه انك مجذوب إلى الأحلام والرغبات وانك تخادع نفسك..........في هذا اليوم الذي تفهم فيه كل هذا.. يصبح نقطة تحول.... نقطة انقلاب، في هذا اليوم تولد أنسانا جديدا.

تدخل إحدى النساء بغضب محْدِثة ضجة بمشيتها وحركة ملابسها الى مكتب عقود الزواج، فتلقي أوراقها على الطاولة بعنف ونرفزة، مخاطبة الموظف الجالس هناك، وتسأله بصوت عال: " أوقَّعت أم لم توقع ورقة العزوبية خاصتي، لأعقد قراني على خطيبي". يراجع الموظف الأوراق من جديد ويقول من تحت نظارته " لقد وقعتها يا آنستي، وهذا هو التوقيع، لكن ما الذي حدث؟ ولماذا أنت غاضبة هكذا؟". فتصيح المرأة " حسنا لا تستطيع عمل شيئا، لقد هرب خطيبي"....... هرب لأنه تعلّم.

كل العلاقات هي جميلة فقط على السطح ومن الخارج، لكن في عمقها هي علاقات عبودية واستعباد.

انا لا اقول ان لا تنسج علاقات مع الاخرين. بل اقول ابنِ علاقاتك ما استطعت، لكن إياك ان تعوِّل على أي منها، وإياك الظن أن أياً منها سيجلب لك السعادة.

نعم... نعم، ادخل في علاقات،.... أنت بين الناس،.... يجب ان تنسج علاقات.... لكن أي علاقة مهما كانت ومع من كانت تكون، فإنها لن تجلب لك السعادة.... إياك ان تتوقع ذلك....لا تكن واهما...لان السعادة لا تأتي من الخارج.

السعادة الحقيقية هي وهج وسيّال وتدفُّق من الداخل الى الخارج وليس العكس وسراها يقول : الذي يعتقد ان السعادة من الخارج هو وحش، انه Pashu ..انه مستعبَد. وان كل من يعقل ان السعادة من الداخل ويفهم هذا, يصبح حرا.

الشخص الفاهم؛ إنسان حقيقي تحرر من وحشيته ومع هذه الحرية يولد إنسان جديد.

الذي يشرب إكسير الخلود
بينما الوحوش تطارد الملذات

ما هو إكسير الخلود؟ انه إشارة رمزية إلى العسل في فمك.... والذي لم تتذوقه بعد. انك مشغولا بمطاردة التوافه، وليس لديك وقت لتتذوقه.
العالم كبير وأنت مندفع من مكان لمكان وراء السراب مع أن إكسير السعادة في فمك...وليس لديك وقت لتتذوقه.

لا تعلم انك لو تذوّقته ستُخلَّد في السعادة، لن تموت أبدا. انت لا تعرف هذا، ولم يخطر ببالك لأنك لم تجربه من قبل، ولا تراه الآن. أنت تجهل انك خالد. لا يوجد موت. السماء خالدة، البحر خالد، الغيمة ميتة، النهر يختفي، أما أنت فخالد خالد.
اوشو يعقِّب : يقول سراها هذه المقاطع الجميلة للملك، هو لا يحاول إقناع الملك بالمنطق. في الحقيقة هو يكشف مكنونه للملك ويعطيه وعياً آخراً من التبصر والإدراك لينظر بواسطته لسراها.

ويستمر اوشو: تنترا هي الطريق الجديدة للنظر إلى الحياة، وأنا لم اعثر على أي مفاهيم أعمق واشمل من تنترا في كشف اسرار الحياة.
OSHO- Talks on The Royal Songs of Saraha

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق