11.2.09

سننتصر لا محالة

سننتصر.......................لا محالة
آب 2003
بقلم د خالد السيفي
انتفاضة الأقصى والاستقلال أوصلت القضية إلى منتصف الطريق أو أكثر على درب الاستقلال ونيل الحرية، والمطلوب الآن ليس وقف الانتفاضة بل استمرارها بأشكال وأنماط كفاحية شعبية بحيث يكون هناك دور فاعل لكل فرد وعائلة ومؤسسة.
أما لماذا إلى منتصف الطريق؟ ولماذا المطالبة باستمرار الانتفاضة؟ ولماذا بنمط كفاحي شعبي؟ فهذا ما نريد أن نعرض له.

وللتبسيط فقط، نشبَه أن الفلسطيني يريد أن ينتقل من وضع الرزوح تحت الاحتلال إلى حالة الحرية، ولا بد له أن يتسلق سُلَّما (النضال)، لكن السُلَّم بحاجة إلى حائط ( رؤية) لكي يرتكز عليه. وفعلا انتفض الفلسطيني لأنه يعي أن لا تعايش مع الاحتلال، وقد قطع معظم درجات السُلَّم، بحيث باتت الدولة المستقلة في متناول اليد كنتيجة حتمية للتضحيات الهائلة التي قدمها على مذبح الحرية. إلا أن هناك أصوات تعالت الآن تهيب بالفلسطيني أن يوقف النضال ليبقى على السُلَّم أو ينزل عنه. وهنا تكمن المعضلة.
فالبقاء على السُلَّم معلقا يشل أي شخص على الإطلاق، لأن التوتر عال؛ والمعاناة جمة والقدرة على حفظ التوازن ضعيفة. ويبقى الخيار إما أن يستمر في الصعود إلى أعلى ويحقق الغاية وهناك يمكن أن يمارس ما يصبو إليه، أو ينزل عن السُلَّم ويرجع إلى الوضع الذي كان فيه من القهر والمعاناة. ولا سيما انه قبل 8 سنوات تم إنزاله بواسطة اوسلو.

اليوم يطلبون من الفلسطيني أن يوقف نضاله وأن يجمد انتفاضته مقابل دولة مؤقتة وهو في منتصف الطريق على السُلَّم، استحلفكم بالله من منكم يستطيع أن يبني بيتا او يزرع حقلا على السُلَّم؟
وقد قيل أن الإنسان يقع بين نهايتين، الأولى هي الطبيعة والثانية هي الخلود بينهما جسر هو الحياة. هذه الحياة هي شكل من أشكال الوجود المؤقت كالتسلق على السُلَّم لا يمكن البقاء فيها أو عليها، بل يجب عبورها عاجلا أم آجلا.
الفلسطيني لا يمكنه أن ينزل عن السُلَّم، لأنه إن فعل سيفقد أرضه وتراثه ودينه ودنياه، الآن ليس أمامه إلا الصعود فقط.
لحسن الحظ أن هناك من بادروا ومنحوه رؤية متجددة تزيده صلابة وتستطيع إسناد السُلَّم، تتلخص هذه الرؤية في قيادة وحدة وطنية وأشكال شعبية للنضال وشبكة دعم شعبي دولي. نعم لقد عانى الناس وضحى الشعب والمشوار لم ينته بعد، ولا ننكر أن أعراض التعب قد بانت وان ما نسمعه الآن بأن خلصونا من الحواجز ودعونا نرتاح بأي ثمن لنتفرغ لإعمالنا وعيشنا، ما هو إلا رد فعل مؤقت لأننا نعرف الفلسطيني ما إن يرتاح ويشبع إلا ويبدأ بالسؤال أين أرضي، أين علمي، أين سيادتي، أين مائي، مثله بهذا كمثل أي حر على هذه البسيطة. ألم ينتفض بعد 8 سنوات من اوسلو؟

يقال أيضا أن المتناقضات تختلف في الأطراف لكنها في جوهرها وجهين لعملة واحدة. إن ما يميز رؤية المبادرة هو انها تستحث العطاء وليس الاستجداء، على عكس ما حاولوا أن يغرسوه في الفلسطيني من اتكالية وهوان وإنكار لما لديه من حول وقوة وإرادة على مدى نصف قرن ونيف. لقد تناسى الفلسطيني لبرهة أنه في العطاء والنضال يأتي الخير ويبلغ السعادة الحقيقية. وهناك ثمة تحد أكبر هو أن تشارك كل خلية في رئة الفلسطيني بالتنفس لمدَه بطول النفس. والمقصود هو تفعيل الأفراد من سياسيين ومستقلين ومؤسسات حكومية وغير حكومية، من عمال وطلبة ومثقفين فلكل لديه ما يعطيه تماما كما يحصل في الطبيعة فلو نضج الثمر مرة واحدة على الشجر لهلك البشر، أو ليس الوطن للجميع.
ما نريد قوله هو أن المبادرة أتت لاستنهاض الطاقات ومنح الأمل والقوة لهذا الفلسطيني ليستمر في الكفاح والصعود على السُلَّم إلى أعلى. لأن الدولة قاب قوسين أو أدنى، فمزيدا من النشاط والطاقة إلى الخلاص مرة وإلى الأبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق