12.2.09

الكازينو اولا واخيرا

الكازينو.....اولا واخيرا
آب 2005
بقلم د خالد السيفي
اذا صح ما تسرب في الصحف من اخبار عن نية بناء كازينو في القطاع، فان الذين استحوا ماتوا. فنحن اول واخر ما نحتاجه في غزة بعد "التحرر" فهو كازينو. لان هذا الكازينو سيحل لنا مشكلات البطالة بين العمال والخريجين وسيوفر مئات الوظائف وسيمكن العمال من سد رمق الاطفال الذين انتفض اباءهم العام الماضي (وكل عام) حاملين رغيف الخبز. هذا الكازينو سيبدل حطام المستوطنات ومواد الاسبست المسرطنة بمظهر بيئي وحضاري ممتاز. لماذا لا ونحن قد انجزنا جميع مهمات التحرر الوطني الديموقراطي من ثورة علمية وثقافية وتقنية وفنية وصناعية واقتصادية، متوحدون وموحدون في الخطاب السياسي والتفاوضي والكفاحي، وامننا الداخلي واماننا في احسن ما يكون، نستطيع الذود عن سيادتنا والدفاع عن مقدساتنا ونتنقل في ريوع الوطن بحرية واطمئنان.
اليست ارباح هذا الكازينو ملك للشعب وستُصرف على المستشفيات وبناء المدارس والمختبرات وعلى تشييد الملاعب الرياضية والمكتبات والحدائق العامة ورياض الاطفال. وما الضرر إن كنا من ريعه (الكازينو) سنزرع شوارعنا بالاشجار والورود ليتنزه اطفالنا مع اجدادهم على الارصفة يحكون الحكايات والتاريخ ويتبادلون الضحكات وصرخات الفرح. اليس هذا الخطوة الاولى والتصريح على طريق العضوية للدول الثماني الكبار، اليس صحيحا به سنتراس البنك الدولي ونغزو الفضاء، فلتغلق كازينوهات لاس فيجاس لانه اصبح لدينا ما هو اجمل واكبر.
سنباهي الامم ونفاخرهم ان لدينا ما هو اعلى من تمثال الحرية وما هو اعرق من برج بيزا، الم نبني كازينو عندما تحررنا في اريحا، نحن دولة العظماء والعمالقة، اعظم من الفراعنة واعلم من الكلدان واعرق من اليونانيين. هكذا نعيد امجاد ابن رشد والرازي وابن سينا وجابر بن حيان, اذ ان قمة الفلسفة والحضارة الاسلامية العربية المعاصرة يمكن ترميزها بهذا ا لبرج الصرح الكازينو. سيتباهى اغنياؤنا واشباههم بعدد الزيارات وكم الانفاق من الدولارات وسيتعازمون ويقيمون المباريات ويلتقطون الصور.

ياجماعة والله هذا مؤلم وقاتل ومحبط ومنفر ومثير للتوتر والاشمئزاز والقيئ والسخونة والاسهال واللعن والبصق والشتم والارق. ليس لدي شعر اشده ولا لحية انتفها، لكن ساضرب راسي بالحيط، ومن ثم سالقي بنفسي من عمارة، وبعدها اسحقها تحت عجلات شاحنة، واوصي بحرقها من بعد هذا كله. ماذا افعل؟، كيف اصرخ؟، كيف اعبّر؟ أألعن هذا وذاك وارحّم على فلان وعلتان.

ثم من اين هذه الافكار الجهنمية؟ انها ليست عربية ولا اسلامية ولا تراثية ولا قومية ولا حضارية ولا شرقاوسطية، من هذا اخو الشلن الذي يلعب بعقولنا ويستخف بوعينا؟، من هؤلاء الشركاء الذين لا يعرفون الاستثمار الا بالقمار؟ ولمن هذا الكازينو وما الهدف من وراءه؟.ظهرت في بعض الصحف اخبار تكذب هذا النبأ وادعو الله ضارعا مسلّما امري له ان يكون الخبر صادقا مع الاحتفاظ بحقي ان ابقى قلقا ، الم يبنوا كازينو في اريحا؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق