13.2.09

على باب الحوار الوطني

على باب الحوار الوطني
أيار 2006
بقلم د خالد السيفي

بعدما أُفرِغت الديموقراطية الفلسطينية من لذة نشوتها بالانتصار على اسطورة الديموقراطية الاسرائيلية، بفرض الحصار السياسي والاقتصادي على حكومة الشعب الفلسطيني، وبعد ما ادركت حماس خطئها الاستراتيجي بالتفرد بالكراسي الوزارية، وبعدما طال هضم وهمَها من مسارعة الملايين العربية الى خزينتها، ايقنت انه لا مفر من اللقاء للتفهم والتفاهم مع شركاء الهم والفم والدم والارض والعرض.

ونحن اذ نحيي ونهيب فاننا نحذر ونعيب وضع العصا في الدواليب. فالثلاثة اشهر الماضية شهدت حملا كاذبا بانفراج الازمة التي تقزم عنوانها الى الرواتب والحرب الاهلية بدل الانشغال بالاغوار والجدار، نقول هذا والشعب اكثر من اي وقت مضى يرى ان حل مشكلته تقع على عاتق حكامه وممثليه، ولا دخل لاسرائيل او غيرها، بل هي ارادة فلسطينية بامتياز ليستعيد البيت توازنه بعد طول مخاض، ليصبح موحدا واحدا امام التحديات الاحتلالية المتربصة به من اخمصه حتى يافوخه.

والحال كذلك، نود ان نَُكِّر ان عدم التفاهم يرسخ مفهوم التناحر على السلطة والمصالح والمواقع وهذا ما لانريده لانه سيقودنا الى دوامة اولها عندنا ولا يعلم قرارها الا الله.

فاول- ما نشير اليه ان الصراع الداخلي هذا قد شفط طاقة المقاومة ضد العدو الخارجي. ومن مظاهر الصراع الداخلي عودة التضاد الطبقي الذي ليس بالضرورة ان ياخذ شكلا ماركسيا منظما للعمال والفلاحين بل يمكن ان يكون في احط صوره من قرصنة ولصوصية وخاوة ودعارة وبلطجة.

ثانيا-ان تظهير الصراع على السلطة بالطريقة التي نراها سيلهي الناس ويفل عزمها عن مقارعة الاحتلال وتأريق نومه، اضافة لعدم القدرة على التصدي له في المحافل الدولية ومتابعة قضاياه بين الامم.

ثالثا- انه اذا استمر الحال كذلك فان المعنويات النضالية والزخم الاخلاقي والروح القيمية سيصيبها الوهن الذي لن يؤدي الا الى افراغ القضية من محتواها السياسي كمظهر، ومن دفقها وارادتها كجوهر، والذي قد تمر اجيال قبل استعادة زخمها وعنفوانها.

رابعا- ان وضع كهذا يضخم الانِّية والذاتية بحيث انها ستعتمد الغاية لتبرير الوسيلة في صراع بقاءها ضاربة عرض الحائط بكل مصلحة وطنية.

خامسا- ان تولد صورتين مختلفتين للوطن بين حاكمية حماس وعبثية فتح يعطي الحق لكل برسم صورته للوطن في ظل غياب مروية واسطورة نضالية موحدة للناس اجمعين
سادسا- الخوف من المستقبل سيولد صورا بعدد الشعب الفلسطيني كل يراها من خلال عدسة الرغيف او قرص الفلافل.

سابعا- غياب الامل وتبديله بالياس لن يقود الا الى الشعور العميق بالانهزامية والدونية وعدمية الديموقراطية امام الفوقية الاسرائيلية وتمييزها العنصري .
ثامنا- هذا الاخفاق سيفقد الشعب مما بقي عنده من ايمان وثقة باحزابه ونخبه السياسية العاجزة المتنافسة على الكرسي واللقب والجاه.

تاسعا- والحال ان استمر كذلك لن نتوانا من نعت نخبنا الا باصحاب البزنس السياسي تجاوبا مع العولمة الامبريالية التي شيَّئة الوطن ومكنكة الانسان وسلَّعة الضمائر

عاشرا- عندها سينطبق قول احدهم ان السياسي ياخذ المال من الاغنياء والاصوات من الفقراء ويقطع وعدا لكل منهما بان يحميه من الاخر

حادي عشر- وسيصح كلام حنا ارنت ان الاكاذيب قد اعتُبرت دائما ادوات ضرورية ومشروعة ليس فقط بالنسبة لمهنة رجل السياسة او الديماغوجي بل ايضا لرجل الدولة.

ثاني عشر- حينها لن نضطر الى الدفاع عن سياسيينا امام مقولات مثل ان الاشخاص الذين يهتمون بالسياسة هم من النوعية دون الوسط ، وان السياسة لا تحتاج الى اية مؤهلات ما عدا واحدة وهي شعور عميق بالنقص.

وفي النهاية نحن لا نتوقع الكثير، الا اكثر بقليل من نتائج القمم العربية، وحذار من الاحباط الذي سياتي على قدر التوقعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق